291

حسن المناقب السرية المنتزعة من السيرة الظاهرية

تصانيف

وسكن جأشه وهيهات وقد عدم جيش الإسلام من لم يزل بمناصبة أعدائه ذا انتصاب، هذه المطالعة، لا بل الصادعة، لا بل الرائعة، لا بل المنبئه عن واقعة، يا لها من واقعة، وحسبها سواد وجه طرسها بنفسه، ولبسها الحداد، وقد سلب من لم يكن يخيل فقده في حرز الدين وحدسه، ولم تقف عند ذلك إلى أن شقت الأقلام جيوبها، وتعثرت في أذيال مكتوبها، وكادت أن لا تجري بجريان ما جرى من هذه الداهية، وأن لا تمتد أعناقها بأرعاد قوائمه الواهية، وهو وفاة مولانا السلطان، وما كان أولاها بالخرس عن أن تفوه بلفظة وفاته، وأن تدخر ليوم تسطير عزائه ومصيبة موافاته، ولقد كان ألا يمتد، وأن عنق براءة برايته ألا يمتد، ولقد عوتب محالكه في الدواة، فقال مكره أخوك لا بطل، وشتان بين تحليتي بالأمس ببشرى سلامته وبين ما اتصفت به الآن من عطل.

صفحة ٣٤٣