للوقائع من الموارد والمصادر. وكان السلطان السعيد الشهيد، الملك الظاهر، ركن الدين بيبرس الصالحي، قد ملك فأسجح، وسعى في ذات الله فأنجح، وقام بأعباء السلطنة أيما قيام، وسهر في إقامة منار الإسلام والناس نيام، وأعمل الركاب في فظ شوكة عدو الله من الفرنج والتتار، [و]اجتهد في الأخذ بالثأر من قديم وحديث ممن ثار، وقضى المواد من كل مراد، وبلغ المرام الجميل كل من راد، وجاء والنصر فكأنما كانا على ميعاد، فلم يزل - رحمه الله - يدأب في افتتاح الحصون المغلقة، والكنائس المعلقة، وغير المعلقة، ومهاجمة العدو في عقر الدار، واستئصال شأفة الفرنج والأرمن والتتار، [و]لم يصطلى له بنار، ولا كان لعدو معه قرار، ولا حمى من صدماته مشيد من الأسوار، ولا وجد أحد منهم من
صفحة ٥٤