156

الحور العين

محقق

كمال مصطفى

الناشر

مكتبة الخانجي

مكان النشر

القاهرة

القائم المهدي المنتظر عندهم؛ وكان قتل يوم السبت الرابع من شهر صفر سنة أربع وأربعمائة، وكان مولده في سنة ثماني وسبعين وثلثمائة سنة، قتله همدان في موضع من أعمال صنعاء. ويقولون في الحسين هذا: إنه أفضل من رسول الله ﵌، وإن كلامه أبهر من كلام الله، ومعنى: أبهر عندهم من كلام الله: أي أقطع لخصوم الملحدين من كلام الله؛ ويروون أن من لم يقل بقولهم هذا فيه فهو من أهل النار. ثم افترقوا فرقتين: فرقة تزعم أنه يأتيهم في السر ولا ينقطع عن زيارتهم، في حال مغيبه، وأنهم لا يفعلون شيئًا إلا بأمره. وفرقة تبطل ذلك، ويقولون: إنه لا يشاهد بعد الغيبة، إلى وقت ظهوره وقيامه، وإنما هم يعملون بما وضع في كتبه. وقالت الأمامية جميعًا: إن رسول الله ﵌ نص على إمامة علي ﵇ باسمه وعينه ونسبه، ونصبه للناس إمامًا واستخلفه وأظهر الأمر في ذلك إلى غيره، وإن الإمامة ضلت وكفرت بصرفها الأمر إلى غيره. ثم افترقت الإمامية فرقتين: فقالت فرقة منهما: إن الإمام بعد علي ابنه الحسن بن علي، ثم الحسين بن علي، ثم ابنه محمد بن علي الباقر وهو ابن الحنفية، وهذه الفرقة تسمى الكيسانية. وقالت الفرقة الثانية: إن الإمام بعد الحسين بن علي: ابنه علي بن الحسين، ثم محمد بن علي الباقر وهو أبو جعفر. ثم افترقت الكيسانية ثلاث فرق: فقالت فرقة منهم تسمى الكربية - أصحاب أبي كرب الضرير والسيد الحميري -: إن محمد بن الحنفية حي لم يمت، مقيم بجبال رضوى بين ملكين في صورة أسد ونمر يحفظانه من عن يمينه وشماله يأتيه رزقه بكرة وعشيًا، وإن الله تعالى يبعث إليه كل يوم ملائكة تحادثه وتحمل إليه من ثمار الجنة ما يأكله. وإنه القائم

1 / 157