هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

Ismacil Kibsi ت. 1437 هجري
60

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

تصانيف

ولا يتصور أن ينال أحد عنده ، من أجر أحد أو يحمل عند أحد ، وزر أحد (ولا تزر وازرة وزر أخرى)

فالله يحصي كل شيء عددا ، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ، وعنده كتاب ينطق بالحق (ثم إلى ربكم مرجعكم)

إنه حصر وقصر ، أن رجوع الناس كلهم إلى ربهم وحده ، هكذا يعلن الرسول ، فكيف يدعي بعد ذلك أنه سيشفع أو ينفع ،

إنها دعوى ألصقت به ، وهو منها بريء ، فهو لا يتدخل في حكم ربه ، ولا يشترك معه في حكمه ، بل هو رسول ،

وهو مع الناس منتظر لحكم ربه الجليل ، وسيسأل مع كل عبد ، ومع كل مسئول ، يوم يسأل الذين أرسل إليهم ، ويسأل المرسلون ،

ولهذا فإن الآية تختم بقول (ثم إلى ربكم مرجعكم) لماذا الرجوع يكون إلى ربنا لا سواه ، لأنه العليم بما أبداه العبد وأخفاه ، ولهذا فهو قال

(فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) فالله ربنا هو الذي ينبئ ويخبر كل عبد وكل نبي ، بأعمال العباد ، والظاهر والخفي ، وهو له الحكم ، وهو الذي له الملك ،

وسيلقى كل عبد جزائه المحتوم ، فلا مظلوم ولا مهضوم (إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم) وكما أنه سريع العقاب ، فهو سريع الحساب ، وهو بكل شيء عليم.

وهكذا ينتهي غرضنا من سورة الأنعام.

فهيا معا إلى الأعراف ، لنعرف ماذا تعنيه الشفاعة في آياتها ، لن نجد الكلمة إلا في آية واحده ... فلنقرأ

صفحة غير معروفة