كيف أتوب
الناشر
مكتبة الصحابة - الإمارات
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
مكتبة التابعين - مصر
تصانيف
حين تقدر الله حق قدره .. تعرف أنه ما من دابة في الأرض ولا في السماء إلا والله خلقها وعليه رزقها .. ويعلم مستقرها ومستودعها .. فبه ﷾ وبإعانته وبإحيائه لها تعيش. أي دابة صغرت أم كبرت. على ظهر الأرض أو في السماء .. سبحانه قائم على كل نفس بما كسبت .. ﷻ .. قيّوم السموات والأرض .. به يقوم كل شيء .. ولا يحتاج الى شيء .. فهو العزيز .. وهو الغني .. حين تعرف الله وتقدره حق قدره .. تعلم أن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا .. فبه بقاؤهما وبه دورانهما .. وبه حياة ما فيهما .. والمراد إليه ﷻ .. فهو الأول والآخر .. ﴿كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾ [الرحمن ٢٦ - ٢٧].
إذا كملت عظمة الحق في قلبك .. فإنك تستحيي وتخاف أن تعصيه وهو يراك.
فمطالعة الجناية: بكمال عظمة الله في قلبك .. أن تعرف عظمة من عصيت .. فتعظم المعصية .. فمن كملت عظمت الحق تعالى في قلبه .. عظمت عنده مخالفته ..
ونضرب لذلك مثالا:
عن أنس بن مالك قال: مر النبي ﷺ بإمرأة تبكي عند قبر .. فقال لها:" إتقي الله واصبري" فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي .. ولم تعرفه ﷺ .. فقيل لها .. إنه النبي ﷺ فأتت باب النبي ﷺ فلم تجد عنده بوابين .. فقالت: لم أعرفك .. فقال:" إنما الصّبر عند الصدمة الأولى". (١)
_________
(١) البخاري (١٢٨٣) كتاب الجنائز.
1 / 108