الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
1981 م
واحتج الذاهب بأنه الهيولى بان المكان يتعاقب عليه المتمكنات والمادة يتوارد عليه الصور فيكون هو هي والزاعم بأنه صوره بان المكان محدود حاصر والصورة محدودة حاصره والقياسان من موجبتين في الشكل الثاني فلا ينتجان وان صحح الأول بان المكان يتعاقب عليه المتمكنات وكلما يتعاقب عليه المتمكنات فهو مادة.
والثاني بان المكان محدود حاصر وكل محدود حاصر فهو صوره تصير الكبرى كاذبة والذي دل أيضا على فساد هذين المذهبين أمور أحدها ان المكان يترك بالحركة والهيولي والصورة لا تتركان.
وثانيها ان المكان يطلب بالحركة وهما لا تطلبان بالحركة.
وثالثها ان المركب ينسب إلى الهيولى فيقال باب خشبي ولا ينسب إلى المكان فصل NoteV01P042N13 في تحقيق مهية المكان قد علم في الفصل السابق آنية المكان فنقول في تحقيق مهيته ان الجسم لا شبهة في أنه مال للمكان بكليته فلم يجز ان يكون غير منقسم ولا منقسما في جهة بل اما في جهتين فيكون سطحا أو في الجهات فيكون بعدا وإذا كان سطحا لا يجوز ان يكون حالا في المتمكن والا لانتقل بانتقاله بل فيما يحويه ولا بد ان يكون مماسا للمتمكن حاويا له من جميع الجوانب وإذا كان بعدا لم يجز ان يكون عرضا لتوارد المتمكنات عليه ولا ماديا (1) والا يلزم تداخل الجواهر المادية فالمكان اما السطح
صفحة ٤٢