هداية القاري إلى تجويد كلام الباري
الناشر
مكتبة طيبة
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
علوم القرآن
والتوسط والرخو أن الفرق بينهن قائم على حبس جريان الصوت في الأولى وجريانه في الثالثة وعدم كمال جريانه في الثانية بمعنى أن الصوت لم يجر في حروف التوسط كجريانه مع الرخو ولم ينحبس كانحباسه مع الشدة، وإليك بعضًا من الأمثلة ليظهر لك الفرق بينهن فإذا وقفت على الدال والجيم من نحو ﴿مُّهْتَدٍ﴾ [الحديد: ٢٦] ﴿والحج﴾ [البقرة: ١٨٩] ترى أن الصوت انحبس ولم يخرج لأن الدال والجيم من حروف الشدة. وإذا وقفت على السين والفاء من نحو ﴿المس﴾ [البقرة: ٢٧٥] ﴿أُفٍّ﴾ [الأحقاف: ١٧] ترى أن الصوت قد جرى جريانًا ظاهرًا وذلك لأن السين والفاء من حروف الرخو. وإذا وقفت على اللام والنون من نحو ﴿قُلْ﴾ [الناس: ١] و﴿يَكُنْ﴾ [الإخلاص: ٤] ترى أن الصوت لم ينحبس عند النطق بهذين الحرفين كانحباسه مع الشدة ولم يجر معهما كجريانه مع الرخو ومن ثم سميت بحروف التوسط أو الحروف البينية وهذه الأمور كلها مدركة بالحس بأدنى تأمل، والله أعلم.
الصفة الخامسة: الاستعلاء وهو في اللغة الارتفاع وفي الاصطلاح ارتفاع اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف فيرتفع الصوت معه ولذا سمي مستعليًا وحروفه سبعة جمعها الحافظ ابن الجزري في المقدمة والطيبة في قوله: "خص ضغط قظ" وهي الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والقاف والظاء".
الصفة السادسة: الاستفال وهو ضد الاستعلاء ومعناه في اللغة الانخفاض وقيل الانحطاط. وفي الاصطلاح انخفاض اللسان أو انحطاطه عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف فينخفض معه الصوت إلى قاع الفم ولذا سمي مستفلًا وحروفه اثنان وعشرون حرفًا وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الاستعلاء السبعة المتقدمة. ومن هنا يؤخذ أن حروف الهجاء موزعة على الصفتين فما كان من حروف "
1 / 81