هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
محقق
محمد أحمد الحاج
الناشر
دار القلم- دار الشامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦هـ - ١٩٩٦م
مكان النشر
جدة - السعودية
تصانيف
Creeds and Sects
وَفِيهَا: وَرَأَى اللَّهُ أَنْ قَدْ كَثُرَ فَسَادُ الْآدَمِيِّينَ فِي الْأَرْضِ، فَنَدِمَ عَلَى خَلْقِهِمْ، وَقَالَ: سَأُذْهِبُ الْآدَمِيِّينَ الَّذِينَ خَلَقْتُ عَلَى الْأَرْضِ وَالْخِشَاشَ وَطُيُورَ السَّمَاءِ لِأَنِّي نَادِمٌ عَلَى خَلْقِهَا جِدًّا. تَعَالَى اللَّهُ عَنْ إِفْكِ الْمُفْتَرِينَ، وَعَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
وَفِيهَا: أَنَّ اللَّهَ ﷾ عُلُوًّا كَبِيرًا، تَصَارَعَ مَعَ يَعْقُوبَ فَضَرَبَ بِهِ يَعْقُوبُ الْأَرْضَ.
وَفِيهَا: أَنَّ يَهُودَا بْنَ يَعْقُوبَ النَّبِيَّ زَوَّجَ وَلَدَهُ الْأَكْبَرَ مِنَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا تَامَارُ، فَكَانَ يَأْتِيهَا مُسْتَدْبِرًا فَغَضِبَ اللَّهُ مِنْ فِعْلِهِ فَأَمَاتَهُ، فَزَوَّجَ يَهُودَا وَلَدَهُ الْآخَرَ بِهَا فَكَانَ إِذَا دَخَلَ بِهَا أَمْنَى عَلَى الْأَرْضِ عِلْمًا بِأَنَّهُ إِنْ أَوْلَدَهَا كَانَ أَوَّلُ الْأَوْلَادِ مَدْعُوًّا بَاسِمِ أَخِيهِ وَمَنْسُوبًا إِلَى أَخِيهِ، فَكَرِهَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ فَأَمَاتَهُ، وَأَمَرَهَا يَهُودَا بِاللَّحَاقِ بِبَيْتِ أَبِيهَا إِلَى أَنْ يَكْبُرَ شِيلَا وَلَدُهُ وَيَتِمَّ عَقْلُهُ، ثُمَّ مَاتَتْ زَوْجَةُ يَهُودَا وَذَهَبَ إِلَى مَنْزِلِهِ لِيَجِزَّ غَنَمَهُ، فَلَمَّا أُخْبِرَتْ تَامَارُ لَبِسَتْ زِيَّ الزَّوَانِي وَجَلَسَتْ عَلَى طَرِيقِهِ، فَلَمَّا مَرَّ بِهَا ظَنَّهَا زَانِيَةً فَرَاوَدَهَا فَطَالَبَتْهُ بِالْأُجْرَةِ فَوَعَدَهَا بِجَدْيٍ، وَرَمَى عِنْدَهَا عَصَاهُ وَخَاتَمَهُ فَدَخَلَ بِهَا فَعَلَقَتْ مِنْهُ بِوَلَدٍ. وَمِنْ هَذَا الْوَلَدِ كَانَ دَاوُدُ النَّبِيُّ.
فَقَدْ جَعَلُوهُ وَلَدَ زِنًا، كَمَا جَعَلُوا الْمَسِيحَ وَلَدَ زِنًا، وَلَمْ يَكْفِهِمْ ذَلِكَ حَتَّى نَسَبُوا ذَلِكَ إِلَى التَّوْرَاةِ، وَكَمَا جَعَلُوا وَلَدَيْ لُوطٍ وَلَدَيْ زِنًا، ثُمَّ نَسَبُوا دَاوُدَ وَغَيْرَهُ مِنْ أَنْبِيَائِهِمْ إِلَى ذَيْنَكِ الْوَالِدَيْنِ.
وَأَمَّا فِرْيَتُهُمْ عَلَى اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرَمْيِهِمْ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَرُسُلِهِ بِالْعَظَائِمِ فَكَثِيرٌ جِدًّا، كَقَوْلِهِمْ: إِنَّ اللَّهَ اسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ،
2 / 418