84

الهداية الكبرى‏

تصانيف

فإن أحب أحد من الأمة الزيادة على الخمسمائة درهم؟ فقال له (عليه السلام) يجعل ما يعطيها من عرض الدنيا برا ولا يزيد على الخمسمائة درهم، فقال حذيفة: صدقت يا رسول الله فيما بلغتنا إياه عن الله عز وجل في قوله عز من قائل: وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا @HAD@ .

قال النبي (صلى الله عليه وآله): ما وجب لهن ذلك إلا عند الإفضاء إليهن، ألا ترى يا أبا عبد الله حذيفة، وتسمع قوله عز وجل:

وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير @HAD@ فأعلم عز ذكره أنه إذا لم يفض إليهن ولم يمسسن أن لا تأخذوا شيئا.

قال فلما تمت الأربعون يوما أمر الله رسوله (صلى الله عليه وآله) أن يزوجها من علي (عليه السلام) فزوجت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحضر جميع المسلمين، وفيهم حاسد لعلي وشامت بفاطمة، وأنها تزوجت من فقير ورضا مسرورا رضاء الله ورسوله، فلما اجتمع الناس وتكاتفوا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أخبرتكم معاشر الناس ما أكرمني به الله وأكرم به أخي عليا وابنتي فاطمة (عليهما السلام)، وتزويجها في السماء وقد أمرني الله أن أزوجه في الأرض وأن أجعل له نحلتها خمسمائة درهم ثم تكون سنة في أمتي من أغناهم، والمقل منهم ما تراضيا عليه.

ثم قال: قم يا علي فديتك فاخطب لنفسك فإن هذا يوم كرامتك عند الله وعند رسوله.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): الحمد لله حمدا لأنعمه وأياديه،

صفحة ١١٤