76

الهداية الكبرى‏

تصانيف

وسلم) بعد موته وخاطبني وخاطبته في ظلمي لعلي، ويأمرني أن أرد حقه عليه وأخلع نفسي منه، فقال عمر: يا خليفة رسول الله قص علي قصتك من أولها إلى آخرها، فقال له: ويحك يا عمر إن عليا قال لي: إنك لا تدعني أخرج هذه المظلمة من عنقي، وإنك شيطاني فلم يزل عمر يحدثه بحديثه كله فقال له: بالله يا أبا بكر أنسيت في أول شهر رمضان الذي فرض علينا صيامه، حيث جاءك حذيفة بن اليمان، ومعه سهل بن حنيف وعثمان أخوه ونعيمان الأنصاري وخزيمة بن ثابت في الجمعة إلى دارك ليقضيك دينا له عليك فلما انتهوا إلى باب الدار سمعوا صلصلة في الدار فوقفوا على باب الدار ولم يستأذنوا عليك فسمعوا أم بكر زوجتك تناشدك، وتقول لك: قد عمل حر الشمس بين كتفيك، فقم من سواء الدار إلى داخل الجدار وكن بنفسك من الشمس، وابعد من الباب ليسمعك [لئلا يسمعك بعض أصحاب محمد فيهدر دمك فقد علمت أن محمدا قد أهدر دم من أفطر يوما من شهر رمضان من غير سفر ولا مرض خلافا على الله ورسوله فقلت لها هاك لا أم لك فضل طعامي في الليل وأترعي لي الكأس قرقفا فوقف حذيفة بن اليمان ومن معه يسمعون محاورتك فجاءت بصحيفة فيها ثريد وأخذت القعب فكرعت منه في ضحى النهار وجعلت تقول لزوجتك @HAD@ :

ذريني أصطبح يا أم بكر

فإن الموت نقب عن هشام

ونقب عن أخيك وكان صفوا

من الفتيان في شرب المدام

تلبي بالتحية أم بكر

وهل لك بعد قومك من سلام

فكم لك بالقليب قليب بدر

من الأجسام تكلم بالسهام

وكم لك بالطوي طوي أحد

من الحركات والدسع العظام

من أنصار الكريم إلى علي

حيا الكأس الكريمة والمدام

يقول لنا ابن كبشة سوف نحيا

وكيف حياة أشلاء وهام

يود ابن المغيرة لو فداه

بألف من سنام أو سوام

أأترك أن يكف الموت عني

ويحييني إذا بليت عظامي

صفحة ١٠٦