72

الهداية الكبرى‏

تصانيف

ومعجزاته.

روي بالإسناد أن أبا بكر لقيه في سكة بني النجار في المدينة، وكان قد استخلف الناس أبا بكر فسلم أبوبكر عليه وصافحه وقال له: يا أبا الحسن عسى في نفسك شيء من استخلاف الناس إياي وما كان في السقيفة وإكراهك على البيعة، والله ما كان ذلك بإرادتي إلا أن المسلمين اجتمعوا على أمر لم أكن أخالف عليه وفيه، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (لن تجتمع أمتي على ضلال) فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): منهم الذين أطاعوا الله وأطاعوا رسوله بعهده وبعده وأخذوا بهديه وأوفوا ب ما عاهدوا الله عليه @HAD@ ، ولم يغيروا ولا بدلوا؟ قال أبوبكر:

والله يا علي لو شهد عندي من أثق به أنك أحق بهذا الأمر مني لسلمته إليك، رضي من رضي، وسخط من سخط، فقال له أمير المؤمنين منه السلام: بالله يا أبابكر هل أنت بأحد أوثق منك برسول الله ؟ قال أبو بكر: لا والله، قال له: فقد أخذ عليك بيعتي في أربع مواطن، وعلى جماعة معك فيهم عمر وعثمان: في يوم الدار، وفي بيعة الرضوان، وتحت الشجرة ويوم جلوسه في بيت أم سلمة وأنا عن يمينه أحضرك وعمر وعثمان وسلمان والمقداد وجندب وعمار وحذيفة وأبو الهيثم مالك بن التيهان وأبو الطفيل عامر بن واثلة حتى امتلأ منهم البيت وحضر بريدة الأسلمي فجلس على عتبة الباب فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قم يا أبا بكر فسلم على علي بإمرة المؤمنين وبايع له فما أجزاك إلا أن القول مني فقلت أقوم يا رسول الله عن أمر الله وأمرك وأبايع عليا وأسلم عليه بإمرة المؤمنين؟ فقال: نعم، قم يا أبا بكر، فقمت فبايعتني وسلمت علي بإمرة المؤمنين كما أمرك، وجلست، ثم قال: قم يا عمر، فأعاد القول كما أعدته أنت فقال: يا رسول الله أسلم على علي بإمرة المؤمنين قال: نعم، قم فبايعه، وسلم عليه بإمرة المؤمنين فقام وبايعني وسلم علي بإمرة المؤمنين وجلس.

صفحة ١٠٢