القول على أفلاك الكواكب العلوية
أفلاك الكواكب العلوية الثلاثة أعني زحل والمشتري والمريخ متشابهة في جميع أحوالها وعدد أفلاكها وأنواع حركاتها على ما شرحه بطلميوس في كتابه في التعليم ولذلك لما كانت لا تختلف كثير اختلاف جعلنا القول في جميعها قولا واحد. وهو أن لكل واحد من هذه الكواكب كرة تخصه يحده سطحان كريان متوازيان مركزهما مركز العالم وتحيط كل كرة بالتى تليها. فأولها فلك زحل سطحه الأعلى يماس كرة الكواكب الثابتة وسطحه الأدنى يماس محدب كرة المشتري وكذلك فلك المشتري يماس بسطحه الأعلى فلك زحل وسطحه الأدنى يماس فلك المريخ وكذلك فلك المريخ سطحه الأعلى يماس فلك المشتري وسطحه الأدنى يماس فلك الشمس.
وكل واحد من هذه الأفلاك يتحرك على قطبين مسامتين لقطبي فلك البروج حركة بطيئة كمثل حركتي الزهرة وعطارد. وتنفصل من كل واحد من هذه الأفلاك كرة خارجة المركز يحيط بها سطحان كريان مركزهما مركز الكرة وهي تتحرك حول مركزها وعلى قطبين ثابتين لها حركة مستوية على توالي البروج وتسمي هذه الكرة الفلك الحامل.
وينفصل من هذا الفلك في كل واحد من الكواكب الثلاثة كرة مستديرة بين سطحيه المتوازيين كمثل ما قدمنا فيما مضى تسمي كل واحدة منها فلك التدوير لذلك الكوكب وهي تتحرك حول مركزها وعلى أقطابها حركة مستديرة. وجرم كل واحد من الكواكب االثلاثة مركوز في جسم فلك تدويره ويتحرك بحركته.
صفحة ٥٨