فنتوهم نقطة من منتصف الخط الذي بين مركز العالم ومركز الفلك المدير ونتوهم قطر فلك التدوير بعد مفارقته للبعد الأبعد خارجا على استقامة حتى ينتهي إلى هذه النقطة فيسمي هذا الخط الخط المدير لقطر فلك التدوير لأن فلك التدوير ينتقل أيدا على محيط فلك الحامل ويكون قطره المذكور على استقامة الخط الذي يخرج من مركزه إلى النقطة المذكورة وقد تسمي الدائرة التى يحدها طرف هذا الخط الفلك الخارج المركز أيضا. فتكون المراكز الثلاثة في جهة واحدة من مركز العالم وهي التى تلي البعد الأبعد أولها المركز المدير لقطر فلك التدوير ويليه مركز المدير للفلك الحامل ويليه مركز الفلك الحامل وأبعاد ما بينهما متساوية. وإذا تحرك الفلك المدير لفلك الحامل مركز الفلك الحامل فإنه يدور في حركته حتى ينطبق على المركز المدير لقطر فلك التدوير ثم يفارقه وينتهي في عودته إلى حيث كان أولا.
فأما حركة الفلك الحامل والفلك المدير له فإنهما متضادتان كما قدمنا من القول إلا أن الفلك المدير يتحرك إلى خلاف توالي البروج فيدور في كل سنة شمسية دورة واحدة فيعود قطره المار بمركز الفلك الحامل المدير له من مطابقة الخط الأول الذي عليه يكون البعد الأبعد والبعد الأقرب وعليه أيضا تكون مراكز الأفلاك إلى مطابقته أيضا على الوضع الأول في كل سنة دفعة واحدة.
وأما الفلك الحامل المدير لفلك التدوير فإنه يتحرك إلى توالي البروج فيدور في هذه المدة من الزمان أعني السنة الشمسية دورتين حتى أن الخط المدير لقطر الفلك التدوير يطابق الخط الذي يصل بين مركز الفلك الحامل ومركز المدير له في هذه السنة دفعتين. وتلك المطابقة تكون على الخط الذي عليه مراكز الأفلاك تارة مما يلي البعد الأبعد وتارة مما يلي البعد الأقرب كمثل الحال في فلك القمر. فيعرض من هذه الحركة أن يكون مركز فلك التدوير ينتقل من مسامتة نقطة من الدائرة المائلة إلى أن يعود إليها في سنة واحدة شمسية ويكون قد انتقل على محيط الفلك الحامل دفعتين.
ويقال إنه يكون أيضا أبدا مسامتا لموضع الشمس الوسط وذلك أنه يوجد جرم الكوكب بالأرصاد المتصلة يتباعد عن موضع الشمس الوسط متقدما عنه ومتأخرا أبعادا متساوية في حركته على استقامة بالاضافة إلى فلك البروج وفي حركته راجعا.
صفحة ٥٠