القول على الارتفاع
الارتفاع هو قوس من الدائرة السمتية فيما بين النقطة الرتفعة وبين الأفق. فكل كوكب من الكواكب إذا ارتفع عن الأفق كان مقدار ارتفاعه هو القوس من الدائرة العظيمة التي تخرج من سميت الرأس وتمر بالنقطة المسامتة لمركز الكوكب وتنتهي إلى الأفق وأعني بالنقطة المسامتة النقطة التي هي طرف الخط الذي يخرج من مركز العالم إلى مركز الكوكب وينتهي على استقامة إلى سطح الفلك الأعلى. وكلما ازداد الكوكب ارتفاعا عظمت تلك القوس ولا يزال كذلك إلى أن ينتهي إلى دائرة نصف النهار فتكون القوس من دائرة نصف النهار وهي أحد الدوائر السمتية أيضا فيما بين النقطة المسامتة لمركز الكوكب وبين الأفق هي نهاية ارتفاعه. ثم ينحدر إلى ناحية المغرب فينقص ارتفاعه لأن تلك القوس تصغر ولا يزال كذلك وكلما قرب من المغرب نقص ارتفاعه إلى أن ينتهي إلى نقطة المغرب هكذا حال الشمس وجميع الكواكب الطالعة والغاربة.
فأما الكواكب الدائمة الظهور فإنها تتحرك على دوائر ظاهرة وتكون أبدا ظاهرة ولكن يختلف ارتفاعها أيضا لأنها تتحرك صاعدة فلا يزال ارتفاعها يتزايد إلى أن تنتهي إلى دائرة نصف النهار فعندها يكون أعظم ارتفاعها ثم تتحرك منحدرة فتنتهي أيضا إلى دائرة نصف النهار لأن دائرة نصف النهار تقطع الدائرة العظيمة التي يتحرك عليها الكوكب على نقطتين ظاهرتين فإذا انتهي الكوكب في انحداره إلى دائرة نصف النهارفعندها حينئذ أقل ما يكون ارتفاعا هذا هو الذي يسمي الارتفاع.
صفحة ٢٩