وفيه تغير السلطان على شخص يدعي أسد الدين الكيماوي أول مدة عمله الذي لم يظهر له نتيجة وأمر السلطان بإطلاق التاجر ابن شمس وخلاصة منه وكان من أمر الكيماوي وابن شمس أن الكيماوي نصب عله واخذ منه جملا مستكثرة ثم كتب عليه مسطورا بألفي دينار فلما وقع بينهما طالبة الكيماوي بهما وطلع به بعض المناحيس إلى السلطان وقال عنه إنه يعمل الكيمياء فغر السلطان الطمع واحتاج أن يسمع مقالته وأول ما حكم في ابن شمس المذكور ومشى له ذلك وأمر الكيماوي مع ابن شمس يطول الشرح بذكره فلما سمع السلطان كلام الكيماوي وظن إنه يحسن ما ذكره من عمل الكيمياء رسم علي ابن شمس حتى أخذ منه لأسد الدين المبلغ المكتتب وأخلى له مكانا لعمل الكيمياء وصار يحكم في السلطان وفي حواشيه بعد ما كان يحكم في ابن شمس ومن جملة حكمه إنه قال لأي شيء أعيان المباشرين لا يترددون إلى في مكاني فأمرهم السلطان بالتوجه إليه فتوجه الجميع إليه وجلسوا بين يديه فكلمهم بتعاظم زائد إلى الغاية وصار لا يتكلم معهم إلا بترجمان ولما أخذ من ابن شمس المبلغ المذكور بلغه عن ابن شمس إنه قال عن قريب يظهر للسلطان كذب أسد الدين فقال أسد الدين ما أعمل شيئا حتى ينفي أن شمس إلى القدس فأخرج إليه وكان وقع له مع ابن شمس ما يشبه هذه القضية وهو أن زوجة ابن شمس قال لزوجها الله أن هذا يكذب ولو كان يعرف علم الكيمياء لكان سعيدا غنيا لا يحتاج إلى أحد فبلغه كلام المرأة فقال لزوجها لا أعمل لك شيئا حتى تطلقها فتوقف عن طلاقها فقالت له زوجته طلقني ولا تترك له عذرا فطلقها فلما خرج ابن شمس إلى القدس وطال الأمر على السلطان وبلغه ما فعله أسد الدين بابن شمس تحقق إنه كاذب وانه لا يحسن شيئا ولكنه صار يتتبع كلامه.
1 / 173