قوله: »ثلاث غرفات جمع غرفة« قال ابن حجر: "وهي قدر ما يغرف من الماء بالكف، إلى أن قال: وفيه استحباب التثليث في الغسل، قال النووي: ولا نعلم في ذلك خلافا إلا ما انفرد به الماوردي فإنه قال: لا يستحب التكرار في الغسل، قلت: وكذا القرطبي، وحمل التثليث في هذه الرواية على رواية القاسم عن عائشة الآتية قريبا، فإن مقتضاها أن كل غرفة كانت في جهة من جهات الرأس" إلخ.
قوله: »ثم يفيض الماء على جسده كله« قال ابن حجر: "هذا التأكيد يدل على أنه عمم جميع جسده بالغسل بعد ما تقدم، وهو يؤيد الاحتمال الأول أن الوضوء <1/154> سنة مستقلة قبل الغسل، وعلى هذا فينوي المغتسل الوضوء إن كان محدثا وإلا فسنته الغسل" إلخ.
قوله: »فبلوا الشعر وأنقوا البشر« بلوا بالضم قال في الصحاح: "وبله يبله بالضم نداه وبلله شدد للمبالغة فابتل" إلخ، "وأنقوا" بقطع الهمزة من نقي الشيء بالكسر ينقى نقاوة بالفتح فهو نقي أي نظيف، (والنقاء) ممدود النظافة (والنقي) مقصور الكثيب من الرمل، والبشر بفتح الباء والشين كما ضبطه في الصحاح بالقلم حيث قال: البشرة والبشر ظاهر جلد الإنسان إلخ.
قال في الديوان: "ويقال: إن كل موضع لم يعم غسله من جسده يبعث الله إليه يوم القيامة حيات تلدغه من ذلك الموضع"، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تحت كل شعرة جنابة"، وكل شعرة لم يعم غسلها تشتعل يوم القيامة نارا فليحذر أن يبقي من جسده شيئا لم يمر عليه بالماء ولم يعم غسله" انتهى.
قوله: »الفينكة هي المسربة التي وسط الشارب« هكذا فيما رأيناه من النسخ في المسند والإيضاح، بفاء فياء فنون فكاف فهاء تأنيث، والذي في الصحاح: والفنيك يعني بفاء مفتوحة ونون مكسورة فياء ساكنة فكاف كما ضبط بالقلم طرف اللحيين عند العنفقة، ويقال: هو الأفنيك ولم يعرفه الكسائي، وفي الحديث: (إذا توضأت فلا تنس الفنيكين) وهما جانبا العنفقة من يمين وشمال، إلخ.
صفحة ١٤٨