والجواب عنه من وجوه أحدها: ما ذكره ابن ملك(1) في ((شرح المنار))، وتبعه من شرحه بعده(2): بأنا إنما قبلنا حديث القهقهة لرواية غير أبي هريرة أيضا، مثل: جابر، وأنس، وغيرهما من كبراء الصحابة، وعمل به كثير من الصحابة والتابعين، ولهذا قدم على القياس.
وثانيها: إن عد أبي هريرة غير فقيه، وإن صدر عن جمع من الفضلاء لكنه غير صحيح عند محققي أصحابنا،فقد ذكر ابن الهمام في ((التحرير))(3): إنه من الفقهاء، وكان لا يعمل بفتوى غيره، وأفتى في زمن الصحابة، وعارض أجلة الصحابة كابن عباس، وغيره، فالقول بأنه غير فقيه ازدراء في حقه.
صفحة ٥٨