فقلت: هذا كله كلام سقيم، لا يقبله الرأي السليم، ولما لم يكن مجرد التقرير لنزاعهم دافعا، ولشكوكهم رافعا، أردت أن أصنف في هذه المسألة رسالة مستقلة تكون حاوية للدلائل، محيطة بالمسائل، مسميا لها ب:
((الهسهسة بنقض الوضوء بالقهقهة))
وقد رتبتها على: مقدمة، ومقصدين، وخاتمة.
* * *
?
- المقدمة -
في تقسيم الضحك
وذكر حدوده
اعلم رحمنا الله ورحمك، وأضحك سننا وسنك، أن الضحك معدود عندهم في خواص الإنسان، وهو على ثلاثة أقسام:
أعلاها القهقهة:
وهو أن يقول في ضحكه: قه قه.
وقيل بمعناه: قه أيضا.
وقد يقلب فيقال: هقهقة، كذا قال الجوهري(1) في ((صحاح اللغة))(2).
وفي ((القاموس))(3): قهقهه: رجع في ضحكه، أو اشتد ضحكه، وقه(4) قال في ضحكه: قه، فإذا كرره قيل: قهقه. انتهى(5).
صفحة ٩