فإن كان ما أظهروه من القول بالإمامة من قبل صحيحا فقد صار ما قالوه آخرا من إنكاره كذبا، وإن كان ما أظهروه آخرا من إنكاره صحيحا فقد بان الذين كانوا عليها(1).
فإن قالوا: دخلنا بدلالة، وخرجنا بدلالة(2).
قلنا: غرقتم في بحار الجهالة، وتهتم في أودية الضلالة، كيف تكون المتنافيات أدلة توجب علما أو تورث فهما؟
فإن قلتم: كانا شبهتين جميعا في دخولنا وخروجنا.
قلنا: قد أخطأتم في الدخول من غير يقين(3) «وأخطأتم في الخروج من غير يقين»(4) وأصبحتم بين الفريقين مذبذبين وأنتم إلى الآن تجرون في ميدان الاشتباه، أفما لهذه الأفئدة(5) من انتباه؟ وإن كان الدخول شبهة والخروج يقينا.
صفحة ٥٢