283

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

تصانيف

ويلاه! أين استقرت تلك الرجل التائهة؟ وأين حطت رحالها؟ ولعلها الآن وحيدة منفردة ترتجف فرقا من هجمات وحش كاسر أو أسد أصفر تجعدت لبدته ولعلها الآن ممزقة إربا. حيا على الصلاة! •••

لا تبكيان يا عزيزتي فقلبكما رقيق وصدركما يدر حنانا.

أي زليخا، كوني كالرجال وتشددي، وأنت دودو الشاحبة لا تذرفي الدمع بعد.

ولكن لا بد في هذه الأرجاء من قوة تشدد القلوب، لا بد من آيات تفوح عطرا وتتسامى جلالا. •••

ارتفع يا مظهر الجلال، ولتهب مرة أخرى نسمة الفضيلة.

ويا ليت أسد الفضائل يزأر أيضا أمام غادات الصحراء فزئير الفضيلة يا بنات الصحراء، أقوى ما ينبه أوروبا ويحفز بها إلى النهوض.

ها أنذا ابن أوروبا، لا يسعني إلا الخشوع والانتباه لدوي هذه الآيات البينات.

وقد توكلت على الله.

إن الصحراء تتسع وتمتد، فويل لمن يطمح إلى الاستيلاء على الصحراء ...

الانتباه

صفحة غير معروفة