حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

بحرق اليمني ت. 930 هجري
57

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

محقق

محمد غسان نصوح عزقول

الناشر

دار المنهاج

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ

مكان النشر

جدة

فنجم نفاقه- أي: ظهر- ونزلت فيه سورة (المنافقون) . ولمّا دنا ﷺ من (المدينة) تخلّفت عائشة ﵂ عن الجيش ليلا في قضاء حاجة لها، فرحلوا هودجها ولم يشعروا بها، فقال فيها أهل الإفك ما قالوا، ونزلت عشر الآيات من سورة النّور: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ [سورة النّور ٢٤/ ١١] . وفيها-[أي: السّنة الخامسة]-: كانت وقعة الخندق- وهي الأحزاب أيضا- في شوّال سنة [خمس] «١» بعد غزوة (بدر) الصّغرى، وكان المشركون فيها أحد عشر ألفا، واشتدّ الحصار على أهل (المدينة)، وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ [سورة الأحزاب ٣٣/ ١٠] كما حكى الله عنهم، وكانت مدّة الحصار نحو شهر، ثمّ كشف الله عنهم بما ذكره في قوله: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْها [سورة الأحزاب ٣٣/ ٩]، ونزلت سورة الأحزاب. ووقع في أيّام (الخندق) ما وقع من معجزاته ﷺ الباهرة، كحديث الكدية «٢» - بضمّ الكاف- الّتي اعترضت، فهدّها النّبيّ ﷺ بالمعول. وحديث جابر حيث دعا النّبيّ ﷺ خامس خمسة/ إلى عناق «٣» وصاع من شعير، فأشبع من ذلك جيش الخندق كلّه؛ وهم ألف فأكثر. وحديث أبي طلحة حيث بعث أنسا بأقراص تحت إبطه فأشبع منها ﷺ ثمانين رجلا جياعا.

(١) في المخطوط: أربع. (٢) الكدية: قطعة صلبة غليظة، لا تعمل فيها الفأس. (النّهاية، ج ٤/ ١٥٦) . (٣) العناق: الأنثى من أولاد الماعز ما لم يتمّ لها سنة. (النّهاية، ج ٣/ ٣١١) .

1 / 68