حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

بحرق اليمني ت. 930 هجري
135

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

محقق

محمد غسان نصوح عزقول

الناشر

دار المنهاج

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ

مكان النشر

جدة

مع النّبيّ ﷺ ثلاثين ومئة، فعجن صاع من طعام، وذبحت شاة، فشوي سواد بطنها- أي: كبدها- وأمره النّبيّ ﷺ أن يحزّ لهم منها، قال: وايم الله ما من الثّلاثين والمئة إلّا وقد حزّ له حزّة من كبدها، ثمّ جعل منها الطّعام واللّحم قصعتين، فأكلنا منهما أجمعون، وفضل منهما فضلة، فحملته على البعير. متّفق عليه «١» . وحديث سلمة بن الأكوع ﵁، قال: أصابت النّاس مخمصة شديدة في بعض مغازي النّبيّ ﷺ، فدعا ببقيّة الأزواد، فجاء الرّجل بالحثية من الطّعام وفوق ذلك، وأعلاهم الّذي أتى بالصّاع من التّمر، فجمعوه على نطع- زاد مسلم: قال سلمة: فحزرته كربضة العنز- قال: ثمّ دعا النّاس بأوعيتهم، فما بقي في الجيش وعاء إلّا ملؤوه، وبقي منه بقيّة. متّفق عليه «٢» . وحديث أبي هريرة ﵁، قال: أصابني جوع شديد، فلمّا خرج النّبيّ ﷺ من المسجد تبعته، فوجد عند أهله قدح لبن قد أهدي له، فأمرني أن أدعو له أهل الصّفّة، وكانوا سبعين، فدعوتهم، فأمرني النّبيّ ﷺ أن أسقيهم منه، فجعلت أعطي الرّجل القدح، فيشرب حتّى يروى، حتّى رووا جميعهم، فقال النّبيّ ﷺ: «بقيت أنا وأنت، فاشرب»، فشربت حتّى رويت، فقال: «اشرب» فشربت، فما زال يقول: «إشرب»، حتّى قلت: والّذي بعثك بالحقّ نبيّا لا أجد له مسلكا، فأخذ القدح

(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٥٠٦٧) . ومسلم برقم (٢٠٥٦/ ١٧٥) الحزّة: قطعة من اللحم قطعت طولا. (٢) أخرجه البخاريّ، برقم (٢٨٢٠) . ومسلم برقم (١٧٢٩/ ١٩) . حزرته: قدّرته بطريق التّخمين والحدس. ربضة العنز: مبركها.

1 / 146