حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

بحرق اليمني ت. 930 هجري
129

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

محقق

محمد غسان نصوح عزقول

الناشر

دار المنهاج

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ

مكان النشر

جدة

المسلمين-: «اشهدوا» «١» . وفي رواية-: «حتّى رأيت الجبل بين فرقتي القمر» «٢» . فقال كفّار قريش: سحركم محمّد؟ فقال رجل منهم: إنّ محمّدا إن كان سحركم، فإنّه لا يبلغ من سحره أن يسحر أهل الأرض كلّها، فاسألوا من يأتيكم من بلد آخر، هل رأوا مثل هذا؟ فأتوا فسألوهم، فأخبروهم أنّهم رأوا مثل ذلك، فقال أبو جهل: هذا سحر مستمرّ. [ردّ الشمس وحبسها له ﷺ] وخرّج الطّحاويّ في «مشكل الحديث» بإسنادين صحيحين، أنّ النّبيّ ﷺ كان يوحى إليه ورأسه في حجر عليّ ﵁، فلم يصلّ عليّ العصر حتّى غربت الشّمس، فقال له رسول الله ﷺ: «أصليت العصر يا عليّ؟» قال: لا، فقال رسول الله ﷺ: «اللهمّ إنّه كان في طاعتك، وطاعة رسولك، فاردد عليه الشّمس» «٣» فطلعت بعدما غربت، وأشرقت على الجبال، وكان ذلك ب (الصّهباء) في غزوة (خيبر) . وروى الحافظ يونس بن بكير، أنّ النّبيّ ﷺ لمّا أسري به ليلة الاثنين، وأخبر قومه بالرّفقة الّتي وجدهم في طريق (الشّام)، في العير الآتية إليهم، فقالوا له: متى تجيء العير؟ فقال: / «يوم الأربعاء» فلمّا كان ذلك الوقت احتبست العير، وأشرفت قريش ينتظرون، ودنت الشّمس للغروب، فحبس الله الشّمس ساعة،

(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٤٥٨٣) . (٢) أخرجه أحمد، برقم (٤٣٤٧) . عن عبد الله بن مسعود ﵁. (٣) أخرجه الطّحاويّ في «مشكل الآثار»، ج ٢/ ٩.

1 / 140