غرر الخصائص الواضحة و عرر النقائص الفاضحة
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
عليهم أن يذبح جدي أسود ويولغوه دمه يومين وفي الثالث يذبح له تنين ويولغوه من دمه ويطلوا وجهه بما بقي منه فإنه يقبل الثدي ففعلوا ذلك فأقبل على ثدي أمه فأكسبه الرضاع الأول لؤمًا والرضاع بغير الطباع فكان في كبره سفاكًا للدماء فلما بلغ أشده صار هو وأخوه معلمين بالطائف وفيه يقول مالك بن الخريت يهجو الحجاج
فلولا بنو مروان كان ابن يوسف ... كما كان عبدًا من عبيد زياد
زمان هو العبد المقرّ بذله ... يراوح صبيان القرى ويغادي
وقال آخر يذكر تعليمه الصبيان
أينسى كليب زمان الهزال ... وتعليمه سورة الكوثر
رغيف له فلكة ما ترى ... وآخر كالقمر الأزهر
هكذا رواه جميع الأخباريين والصواب ما ذكره الحموي في كتاب البلدان له قال الكوثر قرية في الطائف كان الحجاج معلمًا بها وأنشد شاهدًا على ذلك
أينسى كليب زمان الهزال ... وتعليمه صبية الكوثر
وعلى هذا يكون اسمه كليبًا وهو الأولى به وقد تقدم منه الولوغ وقال آخر
كليب تعاظم في أرضكم ... وقد كان فينا صغير الحضر
ورأيت في بعض كتب التواريخ إن الحجاج لما احتضر قال لمنجم كان عنده هل ترى ملكًا يموت قال نعم ولست به إني أرى ملكًا يموت يسمى كليبًا قال أنا والله كليب بذلك كانت أمي تسميني ومما يؤيد ما ذكرنا من لؤمه ما كتب به إليه عبد الملك بن مروان لما أراد قتل أنس بن مالك ﵁ أما بعد فإنك طفت لك الأمور وعلوت فيها
1 / 98