70

الغنية لطالبي طريق الحق

محقق

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

وإن كان لابد من المخالطة فلتكن للعلماء، فإن النبي- ﷺ قال: «مجالسة العلماء عبادة». وقال- ﷺ: «ألزم قلبك التفكر وجسدك التصبر وعينك البكاء، ولا تهتم لرزق غد فإن ذلك خطيئة تكتب عليك، والزم المساجد فإن عمار بيت الله تعالى هم أهل الله ﷿). وقال- ﷺ: «من أكثر الاختلاف إلى المساجد أصاب أخًا مستفادًا ورحمة منتظرة وكلمة تدل على هدى وأخرى تصرف عن الردى وعلمًا مستطرفًا وترك الذنوب حياء وحشية». ولو اعتزل الإنسان الناس مهما اعتزل لم يكن له متسعًا في الشرع اعتزال الجمعة والجماعات، فلا يجوز له تركها في الجملة، لأنه يكفر بمداومته على ترك الجمعة لما روى عن النبي- ﷺ أنه قال: «من ترك الجمعة ثلاثًا من غير عذر طبع الله تعالى على قلبه». وفي حديث جابر ﵁: «واعلموا أن الله ﷿ قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة، من تركها وله إمام عادل أو جائر استخفافًا بها أو جحودًا لها فلا جمع الله له شمله ولا أتم له أمره ألا لا صلاة له، ألا لا زكاة له، ألا لا حج له، ألا لا صوم له، إلا أن يتوب، من تاب تبا الله عليه. ولأن في تركها استهابة بمنادي الله ﷿ وهو قول الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله﴾ [الجمعة: ٩]، ومن استهان بالله تعالى وبمناديه يكفر، فعليه التوبة وتجديد الإسلام، ويتوب الله على من تاب. ولا يجوز له تركها إلا لعذر يبيحه الشرع كما قيل: «خذ عن الناس جانبًا غير طاعن

1 / 79