130

الغنية لطالبي طريق الحق

محقق

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ﵂ عن رسول الله ﷺ أنه قال: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب أنه من أهل النار فإذا كان عند موته تحول فعمل بعمل أهل النار، فمات فدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب أنه من أهل الجنة، فإذا كان قبل موته عمل بعمل أهل الجنة، فمات فدخل الجنة». وعن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب ﵁ قال: «بينما نحن مع رسول الله ﷺ وهو ينكث في الأرض إذ رفع رأسه فقال: ما من أحد إلا وقد علم مقعده من النار، أو مقعده من الجنة، فقالوا: أفلا نتكل؟ قال ﷺ اعملوا فكل ميسر لما خلق له». وعن سالم بن عبد الله عن أبيه ﵁ قال: إن عمر بن الخطاب ﵁ قال: «يا رسول الله، أرأيت ما نعمل فيه، أشيء قد فرغ منه، أو شيء مبتدع، أو مبتدأ؟ قال رسول الله ﷺ: لا، بل فيما قد فرغ منه، قال: أفلا نتكل؟ قال ﵊: اعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له، فمن كان من أهل السعادة فيعمل للسعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فيعمل للشقاوة». (فصل) ونؤمن بأن النبي ﷺ رأى ربه ﷿ ليلة الإسراء بعيني رأسه لا بفؤاده ولا في المنام. لما روى جابر بن عبد الله ﵄ أنه قال: «قال رسول الله ﷺ في قوله تعالى: ﴿ولقد رآه نزلة أخرى﴾ [النجم: ١٣]. قال: رأيت ربي -جل اسمه- مشافهمة لاشك فيه، وفي قوله تعالى: ﴿عند سدرة المنتهى﴾ [النجم: ١٤] قال: رأيته عند سدرة المنتهى حتى تبين لي نور وجهه». وقال ابن عباس ﵄ في قوله ﷿: ﴿وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس﴾ [الإسراء: ٦٠] هي رؤيا عين رأيها النبي ﷺ ليلة أسري به».

1 / 141