غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح

مرعي الكرمي ت. 1033 هجري
49

غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح

الناشر

الجفان والجابي للطباعة والنشر دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

٩٨ - وَعَنْ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: رَكِبَ الْفَرَزْدَقُ بَغْلَتَهُ، فَمَرَّ بِنِسْوَةٍ، فَلَمَّا حَاذَاهُنَّ ضَرَطَتْ بَغْلَتُهُ، فَضَحِكْنَ مِنْهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِنَّ، فَقَالَ: لَا تَضْحَكْنَ، فَمَا حَمَلَتْنِي أُنْثَى إِلَّا ضَرَطَتْ. فَقَالَتْ لَهُ إِحْدَاهُنَّ: مَا حَمَلَكَ أَكْثَرَ مِنْ أُمِّكَ، فَأَرَاهَا قَدْ قَاسَتْ مِنْكَ ضُرَاطًا كَثِيرًا؛ فَحَرَّكَ بَغْلَتَهُ وَهَرَبَ ["الأغاني" ٢١/ ٣٥٦]. ٩٩ - وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ أَيْضًا، قَالَ: اجْتَمَعَ الْفَرَزْدَقُ وَجَرِيرُ عِنْدَ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ، فَرَجَاهُ أَنْ يُصْلِحَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يَتَكَافَّا، فَقَالَ لَهُمَا: وَيْحَكُمَا! قَدْ بَلَغْتُمَا مِنَ السِّنِّ مَا قَدْ بَلَغْتُمَا، وَقَرُبَتْ آجَالُكُمَا، فَلَو اصْطَلَحْتُمَا وَوَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا لِصَاحِبِهِ ذَنْبَهُ! فَقَالَ جَرِيرُ: [أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ! إِنَّهُ يَظْلِمُنِي وَيَتَعَدَّى عَلَيَّ، فَقَالَ الفَرَزْدَقُ:] أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ! إِنِّي وَجَدْتُ آبَائِي يَظْلِمُونَ آبَاءَهُ فَسَلَكْتُ طَرِيقَهُمْ فِي ظُلْمِهِ. فَقَالَ بِشْرُ: عَلَيْكُمَا لَعْنَةُ اللهِ! لَا تَصْطَلِحَانِ وَاللهِ أَبَدًا ["الأغاني" ٢١/ ٣٥٧]. ١٠٠ - وَقَالَ مَعْمَرُ بْن الْمُثَنَّى: كَانَ الشُّعَرَاءُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي قَيْس، وَلَيْسَ فِي الإِسْلَامِ مِثْل حَظِّ تَمِيمٍ فِي الشِّعْرِ، وَأَشْعَرُ تَمِيمٍ جَرِيرُ وَالفَرَزْدَقُ وَ[مِنْ بني تَغْلِبٍ] الأَخْطَلُ ["الأغاني" ٢١/ ٢٨٤]. ١٠١ - وَسَمِعَ الْفَرَزْدَقُ رَجُلًا يَقْرَأُ: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ﴾ (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا هَكَذَا! فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ "عَزِيزٌ حَكِيمٌ". فَقَالَ: هَكَذَا يَنْبَغِي. وكَانَ أُمِّيًّا ["الأغاني" ٢١/ ٣٦٢]. * * *

1 / 49