غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح

مرعي الكرمي ت. 1033 هجري
32

غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح

الناشر

الجفان والجابي للطباعة والنشر دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

فَرَأى رَاحِلَتَهُ، فَصَاحَ: وَاعُقْرَاهُ يَا مُحَمَّد! فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: "مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ " فَقِيلَ لَهُ: نُعَيْمَان، فَاتَّبَعَهُ يَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى وَجَدَهُ فِي دَارِ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِب وَقَدْ حُفِرَتْ بِهَا خنادِقُ، وَعَلَيْهَا جَرِيدٌ؛ فَدَخَلَ نُعيمانُ في بَعْضِها، فَمَرَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَسْأَلُ عَنْهُ، فَأَشارَ إِلَيْهِ رَجُلٌ وَرَفَعَ صَوْتَهُ: مَا رَأَيْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ! وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ حَيْثُ هُوَ، قَالَ: فَأَخْرَجَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَقَدْ سَقَطَ عَلَى وجهه السَّعَفُ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَقَالَ: "مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ " قَالَ: الَّذِينَ دَلُّوكَ عَلَيَّ يا رسول الله هُمُ الَّذِينَ أمروني؛ قَالَ: فَجَعَلَ رسولُ الله ﷺ يَمْسَحُ وَجْهَهُ وَيَضْحكُ؛ قَالَ: ثُمَّ غَرِمَهَا رَسولُ اللهِ ﷺ لِلأَعْرَابِيّ [راجع "المراح" رقم: ٦٤]. ٢٧ - وَكَانَ نُعَيْمَانُ إِذَا رأى شَيْئًا نَفِيسًا يَشْتَرِيهِ، ثُمَّ يَجيءُ بِهِ إِلى رَسُولِ اللهِ ﷺ فيقولُ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَذَا أَهْدَيْتُهُ لَكَ؛ فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَطْلُبَ نُعَيْمانَ بِثَمَنِهِ جاءَ بِهِ إِلى النَّبِي ﷺ فيقولُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَعْطِ هذا ثَمَنَ متاعِهِ؛ فَيَقُولُ رَسُول الله ﷺ: "أَلَمْ تَهْدِ لِي؟ " فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَاللهِ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي ثَمنُهُ، وَلَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ تَأْكُلَهُ؛ فَيَضْحَكُ رَسولُ اللهِ ﷺ وَيَأْمُرُ لِصَاحِبهِ بِثَمَنِهِ. ["فتح الباري" ١٢/ ٧٧؛ وراجع "المراح" رقم: ٦٧]. ٢٨ - وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النبيِّ ﷺ، قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ الله ﷺ بِعَامٍ فِي تِجَارَةٍ إلى بُصْرَى، وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ بْنُ عَمْروٍ الأَنْصَارِيُّ وَسَلِيطُ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَهُمَا مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وكانَ سَلِيطُ بْنُ حَرْمَلَة على الزَّادِ، وَكَانَ

1 / 32