41

غاية السول في سيرة الرسول

محقق

دكتور محمد كمال الدين عز الدين علي

الناشر

عالم الكتب-بيروت

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

مكان النشر

لبنان

الْفَصْل الْخَامِس وَالْعشْرُونَ ذكر وَفَاته ﷺ أعلم أيدك الله أَن أعظم مصاب كَانَ فِي الْإِسْلَام هُوَ مَوته ﷺ وَلِهَذَا دهش جمَاعَة من صحابته فَمنهمْ من حصل عِنْده حَالَة تشبه الْجُنُون وغيبوبة الْعقل كَمَا وَقع للسَّيِّد عمر ﵁ حَتَّى قَالَ من قَالَ إِن مُحَمَّدًا مَاتَ علوته بسيفي وَأما السَّيِّد عُثْمَان ﵁ فَإِنَّهُ لما بلغه مَوته ﷺ أخرس لِسَانه وأقعد أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب ﵁ مرض ﷺ لليلتين بَقِيَتَا من صفر سنة عشر من الْهِجْرَة أَو إِحْدَى عشرَة فتمرض ﷺ أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَنزل إِلَيْهِ الْأمين جِبْرِيل ﵇ يخيره فِي الْبَقَاء بالدنيا أَو اللحوق بربه ﷿ فَاخْتَارَ لِقَاء الله وَجمع ﵇ أَصْحَابه وَأخْبرهمْ بِأَنَّهُ خير وَأَنه اخْتَار مَا عِنْد ربه وأوصاهم وَلم يأل جهدا فِي ذَلِك وَمَات ﷺ فِي الضحوة الْكُبْرَى من يَوْم الْإِثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة خلت من ربيع الأول وَقد بلغ من السن فِيمَا هُوَ الأثبت ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سنة وَقيل غير ذَلِك وَحين مَاتَ ﷺ حصل على الْمُسلمين أَمر عَظِيم وَثَبت السَّيِّد أَبُو

1 / 64