مقدمة المصنف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أحصى كل شئ في إمام مبين، وقرنه بالقرآن، وجعلهما نصيرين خليفتين لا يختلفان، وحجتين على الخلق أجمعين، وهما الحبلان حبل من الله وحبل من الناس قوي مبين (١) فمن تولاهما نجا، ومن تخلف عنهما فهو من الخاسرين. والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أما بعد - فيقول فقير الله الغني عبده هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني: إني ذاكر في هذا الكتاب ما هو الحجة على الخاص، والعام في النص على الإمام، بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالنص من الرسول، برواية الصحابة والتابعين عن النبي (صلى الله عليه وآله) بأن الإمام بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة الأحد عشر من ولده - (صلى الله عليه وآله) - بالروايات الكثيرة، والأحاديث المنيرة، والبراهين الساطعة، والحجج القوية الظاهرة من طرق العامة والخاصة عن المشايخ الثقاة عند الفريقين مما سطروه في مصنفاتهم المعلومة عند الفئتين، والآثار في ذلك كثيرة، والروايات الشاهدة بذلك غزيرة، إلا أني ذاكر في هذا الكتاب قدرا كافيا، وحظا وافرا (٢) ليس بالقصير المخل، ولا بالطويل الممل، بل في ذلك كفاية للطالب الراغب الرشيد و <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/0/36" target="_blank" title="سورة ق: 36">﴿إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد﴾</a> (3) وإن في ذلك لعبرة لمن خرج عن الربقة اللامعة والتقليد، وقد ذم الله جل جلاله قوما في تقليد من قلدوه من الآباء في قوله تعالى: * (إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) * (4) وطريقة التقليد هي طريق العامة في تقليد سلفهم، فخرجوا عن البرهان الواضح، والصراط المستقيم اللايح من رواياتهم الكثيرة في نص النبي (صلى الله عليه وآله) على أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) بالإمامة والخلافة والوصاية وأنه منه بمنزلة هارون من موسى، ونصه عليه يوم غدير خم، بالولاية وغير ذلك من النصوص التي توجب الإمامة له بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم تر العامة خلافها، فصارت الإمامة بعد رسول الله لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين بإجماع الفريقين، للنصوص الواردة عليه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك، ولم ير أحد من الأمة خلافها، بل مجمع على صحتها بين الأمة، ومن يدع الفصل في إمامة أمير المؤمنين بينه وبين رسول الله بإمامة أحد من
صفحة ١٥
الناس بالنص، عليه الدليل، ولا دليل هنا بإجماع العامة والخاصة، لأن إمامة أبي بكر عند العامة لم تكن بنص من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل باختيار بعض الناس، وقد أجمع العامة على ذلك، كما هو معلوم عندنا وعندهم، وقدموا ما أخر الله سبحانه، وأخروا ما قدم الله تعالى * (ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم) * (1) وكتابي هذا يطلعك على ما ذكرت لك مروي من صحاح العامة المتفق على صحتها عندهم، فهم لا يتهمون في ذلك المروي عن ثقاتهم وفحول رجالهم، كما يطلعك عليه ثناؤهم على رجال أسانيدهم المسطورة في كتابي هذا، وروت العامة النص من رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أن الأئمة بعده اثنا عشر رووه عنه (صلى الله عليه وآله) إجمالا وتفصيلا بأن الأئمة اثنا عشر وهم علي بن أبي طالب وابنه الحسن وأخوه الحسين وابنه علي بن الحسين وابنه محمد الباقر وابنه جعفر الصادق وابنه موسى الكاظم وابنه علي بن موسى الرضا وابنه محمد الجواد وابنه علي الهادي وابنه الحسن العسكري وابنه [القائم] المهدي - صلوات الله عليهم أجمعين - رووه بالروايات الكثيرة والأحاديث المنيرة المضيئة، وهم العامة لا يتهمون في رواياتهم. ذلك، فقد اجتمعت العامة والخاصة على إمامة الأئمة الاثني عشر المذكورين - صلوات الله عليهم - وكتابي هذا يطلعك على رواياتهم في ذلك، وروت العامة أيضا أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أفضل الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأفضل الأمة، وفضل أهل البيت وكتابي هذا تكفل بذكر ذلك من طرقهم، وفضل شيعة علي (عليه السلام) وبنيه مما يطلعك عليه كتابي هذا من طريق العامة، وأنا أذكر لك هنا بعض من رويت عنه الروايات من رجال العامة في كتابي هذا، وذكر مصنفاتهم والله جل جلاله الشاهد على ذلك وكفى بالله شهيدا، ولا أدعي أن كل رجل ممن ذكرت روى كل حديث ذكرته في الكتاب، بل آحادهم روت آحاد روايات الكتاب، وروي غيره بمعنى حديثه والروايات المنقولة عن العامة متصلة بالتابعين والصحابة عن النبي (صلى الله عليه وآله).
كتاب (المناقب) لأبي عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن والده أحمد بن حنبل وهو مسند أحمد بن حنبل.
كتاب " صحيح البخاري " لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
كتاب " صحيح مسلم " للفقيه مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري.
كتاب (الكشف والبيان في تفسير القرآن) لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي.
كتاب (الجمع بين الصحيحين) لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي.
صفحة ١٦
كتاب (المناقب في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) لأبي الحسن علي بن محمد المعروف بابن المغازلي الشافعي.
كتاب (جمع صحاح الستة) (1) وهي: (موطأ مالك بن أنس الأصبحي) و (صحيح البخاري) و (صحيح مسلم) و (صحيح الترمذي) و (صحيح أبي داود السجستاني) وهو كتاب السنن و (صحيح النسائي الكبير) تصنيف الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الأندلسي.
كتاب (ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين) لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الإصبهاني.
كتاب (حلية الأولياء) له.
كتاب (الاستيعاب) لأبي عمر يوسف بن عبد الله - أبو عبد البر - القرطبي.
كتاب (الشريعة) لأبي بكر محمد بن الحسين الآجري.
كتاب (مسند أحمد بن حنبل).
كتاب (مسند فاطمة سيدة نساء العالمين) جمع الحافظ أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني.
كتاب (أنساب الأشراف) لأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري.
كتاب (المستدرك في مناقب وصي المختار).
كتاب (الرسالة القوامية في مناقب الصحابة) لأبي المظفر السمعاني.
كتاب (الفردوس) لابن شيرويه الديلمي.
كتاب (المغازي) لمحمد بن إسحاق بن يسار المدني.
كتاب (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين) للشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أبي الحسن بن محمد بن حمويه الجويني الحمويني.
كتاب (فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) لصدر الأئمة عند المخالفين واخطب الخطباء عندهم أبي المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي.
كتاب (ربيع الأبرار) لأبي القسم محمود بن عمر الخوارزمي الزمخشري.
كتاب (الفصول المهمة) لعلي بن محمد ابن الصباغ المالكي.
صفحة ١٧
كتاب (شرح نهج البلاغة) لعز الدين عبد الحميد بن أبي الحسين هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدايني، وهو من أعيان علماء العامة المعتزلة قال في أول هذا الشرح:
القول فيما يذهب أصحابنا المعتزلة في الإمامة: اتفق شيوخنا كافة - رحمهم الله - المتقدمون منهم، والمتأخرون، والبصريون والبغداديون على أن بيعة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - بيعة صحيحة شرعية وإن لم تكن عن نص، وإنما كانت بالاختيار. وقال أيضا في موضع من هذا الشرح: لو لم يبايع عمر أبا بكر لم يبايع أبا بكر أحد.
وقال عبد الرزاق (1) في كتاب (مجمع الآداب) بعد أن ذكر عبد الحميد بنسبه الذي ذكرناه قال:
وكان عارفا بأصول الكلام يذهب مذهب المعتزلة وذكر له مصنفات إلى أن قال: وأجلها وأشهرها (القصائد السبع العلويات) وذلك لشرف الممدوح بها - عليه أفضل السلام والتحيات - نظمها في صباه وهو بالمدائن في شهور سنة إحدى عشرة وستمائة. انتهى كلامه. وهو من معتزلة بغداد والمفضلين أمير المؤمنين (عليه السلام) على أبي بكر وعمر وعثمان.
كتاب (فضائل أمير المؤمنين وولده الأئمة) وهو مائة حديث من طريق العامة للشيخ الفقيه أبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان وغير ذلك من المصنفين والمصنفات اللآتي أذكرها - إن شاء الله تعالى - في كتابي هذا في خلال أبوابه.
واعلم أيها الواقف على كتابي هذا الواجب عليك أن تنظره بعين الإنصاف وترك الشك والاعتساف * (إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين) * (2) وكتابي هذا مرتب على أبواب باب من طريق العامة، وباب مثله من طريق الخاصة وهكذا إلى آخر الكتاب . وسميته ب (غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام) وجعلته على مقصدين:
الأول - في تعيين الإمام، والنص عليه، وما يتصل بذلك.
الثاني - في وصف الإمام بالنص وفضائله، وما يتصل بذلك من فضائل أهل البيت وشيعتهم ومحبيهم.
المقصد الأول - وفيه سبعة وستون بابا.
الباب الأول - في أن لولا الخمسة الأشباح محمد رسول الله، وعلي، وفاطمة والحسن، والحسين لما خلق [الله] جل جلاله آدم، ولا الجنة، ولا النار، ولا العرش ولا الكرسي، ولا السماء
صفحة ١٨
ولا الأرض، ولا الملائكة، ولا الإنس، ولا الجن، وأن رسول الله وعليا أمير المؤمنين [خلقا] من نور واحد، وخلق ملائكة من [نور] وجه علي من طريق العامة، وفيه تسعة عشر حديثا.
الباب الثاني - لولا محمد، وعلي أمير المؤمنين، والأئمة الأحد عشر من ولده ما خلق الله تعالى الخلق، وهم من نور واحد، وهم الأشباح من طريق الخاصة وفيه أربعة عشر حديثا.
الباب الثالث - في أن مولد علي أمير المؤمنين في الكعبة المشرفة، من طريق العامة وفيه حديث واحد.
الباب الرابع - في أن مولد علي أمير المؤمنين في الكعبة، من طريق الخاصة وفيه حديث واحد.
الباب الخامس - في نسب علي من طريق العامة والخاصة وفيه حديثا.
الباب السادس - في أن كنيته أبو تراب من طريق العامة وفيه خمسة أحاديث.
الباب السابع - في كنيته أبي تراب من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث.
الباب الثامن - في أنه أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وأمير البررة، من طريق العامة وفيه أربعة وأربعون حديثا.
الباب التاسع - في أنه أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، والإمام، والحجة [والخليفة] والوصي من طريق الخاصة، وفيه ثمانية وثلاثون حديثا.
الباب العاشر - في أن رسول الله، والأئمة الاثني عشر حجج الله تعالى على خلقه، من طريق العامة وفيه تسعة أحاديث.
الباب الحادي عشر - في أن رسول الله، والأئمة الاثني عشر حجج الله [تعالى] على خلقه، من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا.
الباب الثاني عشر - في نص رسول الله على علي بن أبي طالب بأنه الإمام بعده، وبنيه الأحد عشر - صلوات الله عليهم - وهم الأئمة الاثني عشر بعد رسول الله وخلفاؤه وأوصياؤه من طريق العامة وفيه خمسة وستون حديثا.
الباب الثالث عشر - في نص رسول الله على [علي] أمير المؤمنين بأنه الإمام بعده وبنيه الأحد عشر وهم الأئمة الاثنا عشر، وخلفاؤه، وأوصياؤه من طريق الخاصة وفيه ستة وسبعون حديثا.
الباب الرابع عشر - في نص رسول الله على علي بن أبي طالب بأنه الخليفة بعده وأن الخلفاء بعده علي وبنوه الأحد عشر، وهم الأئمة الاثنا عشر، والخلفاء، من طريق العامة، مضافا إلى ما تقدم من الروايات في الباب الثاني عشر، وفيه تسعة وعشرون حديثا.
صفحة ١٩
الباب الخامس عشر - في نص رسول الله على أمير المؤمنين وبنيه الأحد عشر بأنهم الخلفاء والأوصياء بعده، من طريق الخاصة، مضافا إلى ما تقدم من الروايات في الباب الثالث عشر، وفيه اثنان وثلاثون حديثا.
الباب السادس عشر - في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غدير خم بالولاية المقتضية للإمارة، والإمامة في قوله: " من كنت مولاه فعلي مولاه " من طريق العامة وفيه تسعة وثمانون حديثا.
الباب السابع عشر - في نص رسول الله على أمير المؤمنين بالولاية [المقتضية] للإمارة والإمامة بغدير خم من طريق الخاصة، وفيه ثلاثة وأربعون حديثا.
الباب الثامن عشر - في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بأنه الولي في قوله تعالى:
* (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * من طريق العامة وفيه أربعة وعشرون حديثا.
الباب التاسع عشر: في النص على علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبنيه الأحد عشر بالولاية في قوله تعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا.
الباب العشرون - في قول النبي لعلي (عليه السلام): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) من طريق العامة وفيه مائة حديث.
الباب الحادي والعشرون - في قول النبي لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " من طريق الخاصة، وفيه سبعون حديثا.
الباب الثاني والعشرون - في أن عليا وصي رسول الله وبنيه الأحد عشر أوصياء رسول الله وهم الأوصياء، والأئمة الاثنا عشر، مضافا إلى ما سبق من طريق العامة، وفيه سبعون حديثا.
الباب الثالث والعشرون - في أن عليا وصي رسول الله، وبنيه الأحد عشر أوصياء رسول الله، وهم الأوصياء، والأئمة الاثنا عشر، مضافا إلى ما سبق من طريق الخاصة وفيه مائة حديث.
الباب الرابع والعشرون - في أن الأئمة بعد رسول الله اثنا عشر بالنص من رسول الله إجمالا وتفصيلا، وهم علي وبنوه الأحد عشر، وهم الأئمة الاثنا عشر، من طريق العامة وفيه ثمانية وخمسون حديثا.
الباب الخامس والعشرون - في أن الأئمة بعد رسول الله اثنا عشر بالنص من رسول الله، إجمالا
صفحة ٢٠
وتفصيلا، وهم علي وبنوه الأحد عشر، وهم الأئمة الاثنا عشر، من طريق الخاصة وفيه خمسون حديثا.
الباب السادس والعشرون - في أمر رسول الله بالاقتداء بعلي، وبالأئمة من آل محمد والأمر بولايتهم من طريق العامة، وفيه أحد وعشرون حديثا.
الباب السابع والعشرون - في نص أمر رسول الله بالاقتداء بعلي وبالأئمة من آل محمد، وأمره بولايتهم، من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا.
الباب الثامن والعشرون - في نص رسول الله على وجوب التمسك بالثقلين من طريق العامة وفيه تسعة وثلاثون حديثا.
الباب التاسع والعشرون - في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة وفيه اثنان وثمانون حديثا.
الباب الثلاثون - في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر وعلي الهادي في قوله تعالى: * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * من طريق العامة وفيه سبعة أحاديث.
الباب الحادي والثلاثون - في أن المنذر رسول الله، والهادي أمير المؤمنين وبنيه الأحد عشر في قوله تعالى: * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * من طريق الخاصة، وفيه ثلاثة وعشرون حديثا.
الباب الثاني والثلاثون - في قول النبي (صلى الله عليه وآله) " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى " إلى آخر الحديث، من طريق العامة، وفيه أحد عشر حديثا.
الباب الثالث والثلاثون - في قول النبي (صلى الله عليه وآله) " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى " إلى آخر الحديث، من طريق الخاصة، وفيه سبعة أحاديث.
الباب الرابع والثلاثون - في أن أهل البيت (عليهم السلام) هم أهل الذكر، وهم المسؤولون في قوله تعالى:
* (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * من طريق العامة، وفيه ثلاثة أحاديث.
الباب الخامس والثلاثون - في أن أهل البيت هم أهل الذكر وهم المسؤولون في قوله تعالى:
* (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * من طريق الخاصة، وفيه أحد وعشرون حديثا.
الباب السادس والثلاثون - في أن أهل البيت هم الحبل الذي أمر الله تعالى بالاعتصام به في قوله تعالى: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث.
الباب السابع والثلاثون - في أن أهل البيت هم الحبل الذي أمر الله سبحانه بالاعتصام به في قوله تعالى: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث.
صفحة ٢١
الباب الثامن والثلاثون - في أن عليا أمير المؤمنين هو العروة الوثقى من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث.
الباب التاسع والثلاثون - في أن الأئمة هم العروة الوثقى، من طريق الخاصة وفيه ثمانية أحاديث.
الباب الأربعون - في أن الصراط المستقيم محمد وأهل بيته، من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث.
الباب الحادي والأربعون - في أن الصراط المستقيم محمد وأمير المؤمنين والأئمة من طريق الخاصة، وفيه أربعة وعشرون حديثا.
الباب الثاني والأربعون - في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * يعني محمدا وعليا وآل محمد، وهم الأئمة (عليهم السلام) من طريق العامة، وفيه سبعة أحاديث.
الباب الثالث والأربعون - في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * يعني النبي والأئمة - صلوات الله عليهم - من طريق الخاصة وفيه عشرة أحاديث.
الباب الرابع والأربعون - في أن ولاية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وولاية أمير المؤمنين بعث الله جل جلاله عليها النبيين في قوله تعالى: * (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) * الآية من طريق العامة، وفيه ثلاثة أحاديث.
الباب الخامس والأربعون - في أن ولاية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وولاية أمير المؤمنين والأئمة بعث الله جل جلاله عليها النبيين في قوله تعالى: * (واسأل من أرسلنا من قبلك) * الآية من طريق الخاصة، وفيه ستة أحاديث.
الباب السادس والأربعون - في أن الأئمة الاثنا عشر أركان الإيمان، ولا يقبل الله جل جلاله الأعمال من العباد إلا بولايتهم، من طريق العامة، وفيه ستة عشر حديثا.
الباب السابع والأربعون - في أن الأئمة الاثنا عشر أركان الإيمان، ولا يعرف الله جل جلاله، ولا رسوله إلا بمعرفتهم، ولا يقبل أعمال العباد إلا بمعرفتهم وولايتهم والبراءة من أعدائهم، من طريق الخاصة، وفيه تسعة وعشرون حديثا.
الباب الثامن والأربعون - أن النعيم ولاية رسول الله، وأمير المؤمنين، وبنيه الأئمة في قوله تعالى:
* (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) * من طريق العامة، وفيه ثلاثة أحاديث.
الباب التاسع والأربعون - أن النعيم ولاية رسول الله، وولاية أمير المؤمنين، وبنيه الأئمة في قوله
صفحة ٢٢
تعالى: * (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) * من طريق الخاصة، وفيه ثلاثة عشر حديثا.
الباب الخمسون - في أن ولاية علي (عليه السلام)، وولاية أهل البيت مسؤولون عنها العباد يوم القيامة في قوله تعالى: * (وقفوهم إنهم مسؤولون) * من طريق العامة وفيه ثمانية أحاديث.
الباب الحادي والخمسون - في أن ولاية علي (عليه السلام) وأهل البيت وحبهم مسؤولون عنها العباد يوم القيامة في قوله تعالى: * (وقفوهم إنهم مسؤولون) * من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث.
الباب الثاني والخمسون - في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت، من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث.
الباب الثالث والخمسون - في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت وولايتهم من طريق الخاصة، وفيه خمسة أحاديث.
الباب الرابع والخمسون - في أنه لا يجوز الصراط يوم القيامة ولا يدخل الجنة إلا بجواز من أمير المؤمنين وولايته وولاية أهل بيته من طريق العامة وفيه ثمانية أحاديث.
الباب الخامس والخمسون - في أنه لا يجوز العبد الصراط، ولا يدخل الجنة إلا بجواز من أمير المؤمنين، من طريق الخاصة، وفيه سبعة أحاديث.
الباب السادس والخمسون - في قوله تعالى: * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) * في ولاية النبي والأئمة (عليهم السلام)، من طريق العامة، وفيه ثلاثة أحاديث.
الباب السابع والخمسون - في قوله تعالى: * (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) * في ولاية النبي وأهل بيته الأئمة (عليهم السلام)، من طريق الخاصة وفيه أربعة أحاديث.
الباب الثامن والخمسون - في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * نزلت في أمير المؤمنين والأئمة، من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث.
الباب التاسع والخمسون - في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * نزلت في الأئمة، من طريق الخاصة، وفيه أربعة عشر حديثا.
الباب الستون - في قوله تعالى: * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) * نزلت في النبي والأئمة من طريق العامة وفيه حديثان.
الباب الحادي والستون - في قوله تعالى: * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) * نزلت في النبي، والأئمة، من طريق الخاصة، وفيه ثمانية وعشرون حديثا.
الباب الثاني والستون - في أن رسول الله، وعليا أمير المؤمنين دعوة إبراهيم في قوله تعالى:
صفحة ٢٣
* (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) * لأنهما لم يسجدا لصنم قط من طريق العامة، وفيه حديثان.
الباب الثالث والستون - في أن رسول الله، وأمير المؤمنين والأئمة هم دعوة إبراهيم في قوله تعالى: * (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) * من طريق الخاصة، وفيه ثلاث أحاديث.
الباب الرابع والستون - في معنى قوله تعالى: * (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) * من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث.
الباب الخامس والستون - في معنى قوله تعالى: * (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) * من طريق الخاصة، وفيه أربعة وعشرون حديثا.
الباب السادس والستون - في قوله (صلى الله عليه وآله): (أهل بيتي أمان لأهل الأرض) من طريق العامة، وفيه خمسة أحاديث.
الباب السابع والستون - في قوله (صلى الله عليه وآله): (أهل بيتي أمان لأهل الأرض) من طريق الخاصة، وفيه أربعة أحاديث. وسيأتي إن شاء الله ذكر أبواب المقصد الثاني في أوله.
صفحة ٢٤
في أن لولا الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ما خلق الله آدم الباب الأول في أن لولا الخمسة محمد رسول الله، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين ما خلق الله آدم، ولا الجنة، ولا النار، ولا العرش، ولا الكرسي، ولا السماء ولا الأرض، ولا الملائكة ولا الإنس، ولا الجن، وهم الخمسة الأشباح، وأن رسول الله، وأمير المؤمنين عليا خلقا من نور واحد وخلق ملائكة من نور وجه علي من طريق العامة، وفيه تسعة عشر حديثا:
الحديث الأول: روى الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أبي الحسن بن محمد بن حمويه الجويني - وهو عن أعيان علماء العامة وعظمائهم - في كتابه المسمى ب (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين) - وكلما رويته فهو من كتابه هذا - قال: أخبرنا الشيخ العدل بهاء الدين محمد بن يوسف البزرالي (1) بقرائتي عليه بستمائة (2) بسفح جبل قاسون مما يلي عقبة دمر ظاهر مدينة دمشق المحروسة قلت له: أخبرك الشيخ أحمد بن الفرج بن علي بن الفرج الأموي إجازة فأقر به.
ح - وأخبرني الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد المعروف بدكويه القزويني (رحمه الله) وغيره إجازة بروايتهم عن الشيخ الإمام إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة قال: أنبأنا الشيخ العالم عبد القادر بن أبي صالح الجبلي قال:
أنبأنا أبو البركات هبة الله بن موسى السقطي قال: أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قال: أنبأنا الحسن بن محمد بن موسى بتكريت قال: أنبأنا محمد بن الفرخان (3)، حدثنا محمد بن يزيد القاضي، حدثنا الليث بن سعد (4) عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " لما خلق الله تعالى آدم أبو البشر، ونفخ فيه من روحه، التفت آدم يمنة العرش
صفحة ٢٥
فإذا في النور خمسة أشباح سجدا وركعا قال آدم: يا رب هل خلقت أحدا من طين قبلي؟ قال:
لا يا آدم، قال: فمن هؤلاء الخمسة الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدك، لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنة، ولا النار، ولا العرش، ولا الكرسي، ولا السماء ولا الأرض، ولا الملائكة، ولا الإنس، ولا الجن، فأنا المحمود وهذا محمد، وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الإحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين، آليت بعزتي أنه لا يأتني أحد بمثقال حبة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أبالي، يا آدم هؤلاء صفوتي بهم أنجيهم (1) وبهم أهلكهم، فإذا كان لك إلي حاجة فبهؤلاء توسل. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): نحن سفينة النجاة من تعلق بها نجى ومن حاد عنها هلك، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت " (2).
الثاني: الحمويني هذا قال: أنبأني أبو اليمين عبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر الدمشقي بمكة شرفها الله تعالى قال: أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي كتابة، أنبأنا عبد الجبار بن محمد الحواري البيهقي، أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، أنبأنا محمد بن حامد بن الحرث (3) التميمي، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا علي بن قدامة عن ميسرة بن عبد الله، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: " خلقت أنا وأنت من نور الله " (4).
الثالث: الحمويني قال: أخبرني السيد النسابة عبد الحميد بن فخار الموسوي - (رحمه الله) - كتابة، أخبرنا النقيب أبو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الواسطي إجازة أنبأنا شاذان بن جبرائيل بن إسماعيل القمي بقرائتي عليه، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز القمي، أنبأنا الإمام حاكم الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم النظيري (5) قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ببغداد قال: حدثنا الحرث بن أبي أسامة (6)
صفحة ٢٦
التميمي قال: حدثنا داود بن المحبر بن محمد (1) قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن عباد بن كثير، عن أبي عثمان النهدي (2) عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
" خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور [الله] (3) عن يمين العرش نسبح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا نصفين فجعل النصف (4) في صلب أبي، عبد الله، وجعل النصف (5) في صلب عمي أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف وخلق علي من النصف [الآخر] (6) واشتق الله تعالى من أسمائه أسماء، فالله عز وجل محمود وأنا محمد، والله الأعلى وأخي علي، والله فاطر (7) وابنتي فاطمة، والله محسن وابناي الحسن والحسين، وكان اسمي في الرسالة والنبوة، وكان اسمه في الخلافة والشجاعة، فأنا رسول الله (8) وعلي ولي الله " (9).
الرابع: الحمويني قال: أنبأني أبو طالب بن الحسين الخازن (10) عن ناصر بن أبي المكارم (11) إجازة أخبرنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد إجازة إن لم يكن سماعا.
ح - أنبأني العزيز بن محمد، عن والده أبي القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم إجازة قال:
أخبرنا شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة قال: أخبرنا عبدوس بن عبد الله (12)، حدثنا أبو علي (13) محمد بن أحمد العطشي، حدثنا أبو سعيد العدوي الحسين بن علي، حدثنا أحمد بن المقدام العجلي أبو الأشعب، حدثنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان عن سلمان قال : سمعت حبيبي المصطفى محمدا (صلى الله عليه وآله) يقول: " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل مطيعا، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق [الله] (14) آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله تعالى آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم نزل (15) في شئ واحد حتى افترقنا في صلب
صفحة ٢٧
عبد المطلب فجزء أنا، وجزء علي " (1).
الخامس: الحمويني قال: وبهذا الإسناد إلى شهردار إجازة قال: أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، أنبأنا الشريف (2) أبو طالب الجعفري قال: حدثنا ابن مردويه الحافظ، حدثنا إسحاق بن محمد بن علي بن خالد، حدثنا أحمد بن زكريا، حدثنا ابن طهمان، حدثنا محمد بن خالد الهاشمي، حدثنا الحسن بن إسماعيل بن عباد (3) عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم الله بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره صلب عبد المطلب، ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين قسما في صلب عبد الله، وقسما في صلب أبي طالب، فعلي مني، وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه، ومن أبغضه، فببغضي أبغضه " (4).
قلت: وروى هذين الحديثين أبو المؤيد موفق بن أحمد - وهو من أكابر علماء العامة - في كتاب (فضائل أمير المؤمنين) بالسند والمتن (5).
السادس: الحمويني أنبأني الشيخ أبو طالب بن أنجب بن عبد الله عن مجد الدين محمد بن محمود بن الحسن بن النجار إجازة، عن برهان الدين أبي الفتح ناصر ابن أبي المكارم المطرزي إجازة قال: أخبرنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي أخطب (6) خوارزم قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي، أنبأنا أبو الفتح كتابة (7) أخبرني الشريف أبو طالب (8) أخبرني الحافظ ابن مردويه، حدثنا إسحاق بن محمد (9)، حدثنا أحمد بن زكريا بن طهمان (10)، حدثنا محمد بن خالد (11)، حدثنا الحسن بن إسماعيل (12) عن أبيه عن زياد بن
صفحة ٢٨
المنذر عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه (1) عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى من (2) قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره صلب عبد المطلب ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا منه لحمه لحمي ودمه دمي فمن أحبه فبحبي (3) أحبه (4)، ومن أبغضه فببغضي (5) أبغضه " (6).
قلت: وروي هذا الحديث أيضا موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين بالسند والمتن (7).
السابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أحمد بن حنبل قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثنا الفضيل بن عياض قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان قال: سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزئين فجزء أنا وجزء علي " (8).
لم يذكرها أحمد وسيجئ ذكرها من طريق ابن المغازلي، ومن كتاب الفردوس.
الثامن: أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الشافعي الفقيه المعروف بابن المغازلي الواسطي في كتاب (المناقب) قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الأخباري قال: حدثنا علي بن محمد العدوي الشمشاطي قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا الفضيل بن عياض عن
صفحة ٢٩
ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن زاذان عن سلمان قال: سمعت حبيبي محمدا (صلى الله عليه وآله) يقول: " كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم نزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففي النبوة، وفي علي الخلافة " (1).
التاسع: ابن المغازلي هذا قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا محمد ابن الحسن بن سليمان قال: حدثنا عبد الله بن محمد العكبري قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عنان (2) الهروي قال: حدثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن سالم ابن أبي الجعد، عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " كنت أنا وعلي نورا عن يمين العرش يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلم أزل أنا وعلي في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب " (3).
العاشر: ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن مهدي السقطي الواسطي إملاء، قال: حدثنا أحمد بن علي القواريري الواسطي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ثابت، قال: حدثنا محمد بن مصفا، قال: حدثنا بقية بن الوليد عن سويد بن عبد العزيز، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إن الله عز وجل أنزل قطعة من نور فأسكنها في صلب آدم فساقها حتى قسمها جزئين جزء في صلب عبد الله وجزء في صلب أبي طالب فأخرجني نبيا، وأخرج عليا وصيا " (4).
الحادي عشر: ابن شيرويه الديلمي - وهو من أعيان علماء العامة - من كتاب الفردوس، في باب الخاء، قال بإسناده عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله [تعالى] آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففي النبوة، وفي علي الخلافة " (5).
صفحة ٣٠
الثاني عشر: الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن شاذان من طريق المخالفين مرسلا، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين قال: أتيت النبي (صلى الله عليه وآله) في بعض حجراته فاستأذنت عليه فأذن لي، فلما دخلت قال: " يا علي، أما علمت ما بيني وبينك، فما لك تستأذن علي قال:
فقلت يا رسول الله أحببت أن أفعل ذلك قال: يا علي أحببت ما أحب الله، وأخذت بآداب الله، يا علي، أن خالقي ورازقي أبى أن يكون لي أخ دونك، يا علي أنت وصيي من بعدي، وأنت المظلوم المضطهد بعدي، يا علي الثابت عليك كالمقيم معي، ومفارقك مفارقي، يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، إن الله خلقني وإياك من نور واحد " (1).
الثالث عشر: الفقيه أبو الحسن من طريق المخالفين مرسلا عن سلمان الفارسي، وابن عباس قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " دنوت من ربي قاب قوسين (2) أو أدنى وكلمني ربي، وكان من جبلي عقيق ثم قال: يا أحمد: إني خلقتك وعليا من نوري، وخلقت هذين الجبلين من نور وجه علي بن أبي طالب، فوعزتي وجلالي لقد خلقتهما علامة بين خلقي يعرف بها المؤمنون، ولقد أقسمت بعزتي على نفسي أن أحرم على جسم لابسه النار إذا تولى علي بن أبي طالب " (3).
الرابع عشر: أبو المؤيد موفق بن أحمد، قال: أخبرنا شهردار إجازة أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله الهمداني، أخبرنا والدي أبو بكر محمد (4) قال: حدثنا أبي عن عبد الرحمن (5) بن محمد بن أحمد النيسابوري، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله النابختي (6) البغدادي من حفظه، بدينور، حدثنا [محمد بن جرير الطبري، حدثنا] محمد بن حميد الرازي، حدثنا العلاء بن الحسين الهمداني، حدثنا أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي، عن عبد الله بن عمر (7) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد سأل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج قال: " خاطبني بلغة علي (8) وألهمني أن قلت
صفحة ٣١
يا رب خاطبتني أم علي، فقال: يا محمد أنا شئ لا كالأشياء، لا أقاس بالناس، ولا أوصف بالشبهات (1) خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك، واطلعت على قلبك (2) فلم أجد في قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك " (3).
الخامس عشر: صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال: حدث محمد بن علي بن سعد الجوهري (4)، عن القاسم بن الحسن، عن أبيه الحسن، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن علي بن العباس، عن أبان عن أنس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، " لما خلق الله عز وجل آدم نظر إلى سرادق العرش فرأى مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله وأسماء أربعة فقال آدم (عليه السلام): يا إلهي خلقت خلقا من إنس قبلي؟ فقال: لا، فقال: وما هذه الأسماء التي أراها؟ فقال: يا آدم هؤلاء خيرتي من خلقي، وصفوتي، يا آدم لولا هؤلاء [ما خلقتك ولولا هؤلاء] ما خلقت الجنة ولا النار، إياك أن تنظر إليهم بعين الحسد يا آدم فلما أكل آدم (عليه السلام) من الشجرة وأخرج من الجنة ونال الخطيئة وأراد التوبة قال في توبته وتضرعه إلى ربه: إلهي بحق الخمسة الذين على سرادق العرش إلا غفرت لي فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم قد غفرت لك فكان ذلك في سابق علمي فيك يا آدم، فقال آدم: إلهي بحق هؤلاء الخمسة وبحق المغفرة إلا عرفتني من هؤلاء؟ قال تعالى يا آدم هؤلاء الخمسة من ولدك شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي العظام، فأنا المحمود وهذا أحمد، وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا المحسن وهذا الحسن، وأنا الإحسان وهذا حسين ".
السادس عشر: موفق بن أحمد بإسناده عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال: الحمد لله، فأوحى الله إليه حمدتني عبدي (5) وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك قال: إلهي فيكونان (6)؟ قال:
نعم يا آدم ارفع رأسك وانظر فرفع رأسه فإذا هو مكتوب على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله نبي الرحمة علي مقيم الحجة، ومن عرف حق علي زكى وطاب، ومن أنكر حقه لعن وخاب، أقسمت بعزتي أن أدخل الجنة من أطاعه وإن عصاني وأقسم أن أدخل النار (7) من عصاه وإن
صفحة ٣٢
أطاعني " (1).
السابع عشر: موفق بن أحمد - من أعيان علماء العامة - قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثنا الشيخ أبو الحسن (2) صاعد بن محمد الضيافي الدامغاني (3)، حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد العزيز البسطامي، حدثنا أبو بكر القرشي، حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا، حدثنا هدية بن خالد القيسي، عن حماد بن ثابت (4)، عن عبيد بن عمر الليثي، عن عثمان بن عفان قال: قال عمر بن الخطاب: إن الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب (5).
الثامن عشر: عنه بإسناده عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " خلق الله تعالى من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة " (6).
التاسع عشر: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة بحذف الإسناد، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت أبا بكر بن أبي قحافة يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " إن الله تعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكة يسبحون ويقدسون ويكتبون ذلك لمحبيه ومحبي ولده (عليهم السلام) " (7).
صفحة ٣٣
الباب الثاني لولا محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وصيه الإمام والأئمة الأحد عشر من ولده ما خلق الله تعالى الخلق، وهم من نور واحد من طريق الخاصة وفيه أربعة عشر حديثا الأول: محمد بن علي بن بابويه قال: حدثنا أحمد بن يحيى المكتب، قال: حدثنا أحمد بن محمد الوراق، قال: حدثني بشير بن سعيد بن قيلويه المعدل بالمرافقة، قال: حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني، قال: سمعت محمد بن حرب أمير المؤمنين يقول: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام) فقلت له: يا بن رسول الله في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها، فقال: " إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني، وإن شئت فسل "، قال: قلت له: يا بن رسول الله وبأي شئ تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه؟ فقال: " بالتوسم والتفرس، أما سمعت قول الله عز وجل: * (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) * (1) وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل " قال:
فقلت له: يا بن رسول الله فأخبرني بمسألتي، قال: " أردت أن تسألني عن رسول الله لم لم يطق حمله علي (عليه السلام) عند حطه الأصنام من سطح الكعبة مع قوته وشدته وما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر والرمي به ورائه أربعين ذراعا وكان لا يطيق حمله أربعون رجلا وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يركب الناقة والفرس والبغلة والحمار وركب البراق ليلة المعراج وكل ذلك دون علي في القوة والشدة؟ قال: فقلت له: عن هذا والله أردت أن أسألك يا بن رسول الله فأخبرني، فقال: إن عليا برسول الله شرف، وبه ارتفع، وبه وصل إلى إطفاء نار الشرك، وإبطال كل معبود من دون الله عز وجل، ولو علاه النبي (صلى الله عليه وآله) لحط الأصنام لكان بعلي مرتفعا وشريفا وواصلا إلى حط الأصنام، فلو كان ذلك لكان أفضل منه، ألا ترى أن عليا قال: لما علوت ظهر رسول الله شرفت وارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها، أما علمت أن المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة وانبعاث فرعه من أصله وقد قال علي (عليه السلام): أنا من أحمد كالضوء من الضوء! أما علمت أن محمدا
صفحة ٣٤