"لا تنضج الجدي بلبن أمه " ..
وأما الترهات التي أنها الحاخاميم الفهقاء، وسموها "هلكت شحيطا"،
أعني: "علم الذباحة"، وهى المسائل الفقهية التي رتبها الفقهاء، ونسبوها إلى الله عن موسى، ﵇، فإن القرائين اطرحوها مع غيرها وألغوها، وصاروا لا يحرمون شيئًا من الذبائح التي يتولون ذباحتها ألبتة.
فهذا حال هذه الطائفة من اليهود، أعني القرائين.
ولهم أيضا فقهاء أصحاب تصانيف، إلا أنهم لم يبالغوا في الكذب على الله، إلى حد أن يدعوا النبوة، ولا نسبوا شيئًا من تفاسيرهم إلى النبي، ولا إلى الله، بل إلى اجتهادهم.
٢ - والفرقة الثانية يقال لهم: الربانيون: وهم أكثر عددًا، وهم شيعة
الحاخاميم الفقهاء، المفترين على الله، الذين يزعمون أن الله كان يخاطبهم في كل مسألة بالصوت الذي سموه "بث قولِ ".
وهذه الطائفة أشدُّ اليهود عداوة لغيرهم من الأمم، لأنَّ أولئك الفقهاء المفترين على الله قد أوهموهم أن المأكولات والمشروبات إنما يحل للناس بأن
يستعلموا فيها هذا العلم، الذي نسبوه إلى موسى، وإلى الله، وأن سائر الأمم لا يعرفون هذا، وأنهم إنما شرفهم الله بهذا وأمثاله من الترهات التي أفسدوا بها
1 / 85