وقوله تعالى: ﴿فأتى الله بنيانهم من القواعد﴾ قال ابن الأنباري: المعنى: فأتى الله مكرهم من أصله، / أي عاد ضرر المكر عليهم. وذكر الأساس مثلًا، وكذلك السقف، ولا أساس ثم ولا سقف.
وفي التفسير أنه أراد سبحانه بالبنيان صرح النمروذ، فخر سقفه عليهم، وقلعه الله ﷿ من أصله.
يقال: أتي فلان من مأمنه، أي أتاه الهلاك من جهة أمنه. والقواعد: أساس البناء وأصوله.
وقوله: ﴿إنه كان وعده مأتيًا﴾ هو مفعول من الإتيان، وكل ما أتاك فقد أتيته. يقال: أتاني خبره، وأتيت خبره.
وفي الحديث: (لولا أنه طريق ميتاء لحزنا عليك يا إبراهيم) أي طريق مسلوك. مفعال من الإتيان. وقال شمر: ميتاء الطريق وميداؤه مجحته.
ومنه الحديث: (ما وجدت في طريق ميتاء فعرفه سنة (: يعني: اللقطة.
وقوله تعالى: ﴿يأت بصيرًا﴾ أي: يعد بصيرًا كقوله: ﴿فارتد بصيرًا﴾.
1 / 42