213

غريب الحديث للحربي

محقق

د. سليمان إبراهيم محمد العايد

الناشر

جامعة أم القرى

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥

مكان النشر

مكة المكرمة

تَذَكَّرْتُهُمْ وَالْمَرْءُ ذَاكِرُ قَوْمَهُ ... فَمُثْنٍ عَلَيْهِمْ أَوْ مُذَرٍّ فَزَائِدُ
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، يُقَالُ: كَانَ فِي ذُرَى فُلَانٍ، فِي دِفْئِهِ، وَظِلِّهِ، وَيُقَالُ: اسْتَذْرِ بِهَذِهِ الشَّجَرَةِ أَيْ كُنْ فِي دِفْئِهَا، وَظِلِّهَا. وَدِفْؤُهَا يُسَمَّى الذَّرَا مَقْصُورٌ، وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو لِتَمِيمٍ:
[البحر الطويل]
لَدَيْهِ لِأَنْضَاءِ الْخَصَاصِ مَوَارِدٌ ... بِأَذْرَائِهَا يَأْوِي الضَّرِيكُ الْمُعَصَّبُ
يَعْنِي لَدَيْهِ: لَدَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، لِأَنْضَاءِ: الْوَاحِدُ نِضْوٌ وَالْخَصَاصُ: الْفَقْرُ، مَوَارِدُ: يَرِدُونَ عَلَيْهِ بِأَذْرَائِهَا: مَا اسْتَتَرَتْ بِهِ، يَأْوِي الضَّرِيكُ: الْفَقِيرُ وَالْمُعَصَّبُ: الَّذِي يَشُدُّ بَطْنَهُ مِنَ الْجُوعِ وَيُقَالُ: ذَرَا نَابُ الْجَمَلِ يَذْرَى ذَرْوًا، إِذَا انْكَسَرَ وَقَالَ أَوْسٌ:
[البحر الطويل]
وَإِنْ مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نَابِهِ ... تَخَمَّطَ فِينَا نَابُ آخَرَ مُقْرَمِ
قَوْلُهُ: فِي الذُّرَةِ صَدَقَةُ الذُّرَةِ حَبٌّ يُؤْكَلُ، وَاحِدُهُ وَجَمْعُهُ ذُرَةٌ وَيُقَالُ: ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ، وَالذُّرُورُ: أَوَّلُ طُلُوعِهَا وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ، يَقُولُ: الذُّرُورُ: طُلُوعُ الشَّمْسِ، وَأَنْشَدَنَا:
[البحر الرجز]
فَحَطَّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكُورٍ ... بَيْنَ تَوَارِي الشَّمْسِ وَالذُّرُورِ

1 / 262