وربما ذكرت بعض المجاهيل والمدلسين وبعض النصاب، لتعرف اشتمال الصحاح على أنواع الوهن، ولا يخفى أن النصب أعظم العيوب، لأن الناصب منافق كما عرفت، والمنافق كافر بل أشد منه، لأنه يسر الكفر ويظهر الإيمان، فيكون أضر على الإسلام من الكافر الصريح، وقد ذم الله المنافقين وأعد لهم الدرك الأسفل من النار، كما أخبر به في كتابه العزيز، ولعنهم في عدة مواطن من الكتاب، وكذلك لعنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما لا يحصى من المواطن، ومن المعلوم أن الكافر لا تقبل روايته أصلا في الأحكام وغيرها حتى لو وثقه جماعة.
وقد أخذت ما ذكرته هنا في أحوالهم من ميزان الاعتدال للذهبي وجعلت رمزه (ن)، ومن تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني وجعلت رمزه (يب)، فإن اتفقا على نقل ما قيل في صاحب الترجمة ذكرته بعد اسمه بلا نسبة لأحدهما، وإن اختص أحدهما بالنقل ذكرته بعد رمز الناقل منهما، على أن يكون كل ما بعد رمزه من خواصه في النقل إلى أن تنتهي الترجمة أو أنقل عن الآخر.
كما أني رمزت إلى أهل الصحاح برموزهم المتداولة عندهم، فللبخاري (خ)، ولمسلم (م)، وللنسائي (س)، ولأبي داود (د)، وللترمذي (ت)، ولابن ماجة القزويني (ق)، ولهم جميعا (ع)، ولمن عدى مسلم والبخاري (4)، وقد جعلت قبل اسم صاحب الترجمة رمز الراوي عنه من أهل هذه الصحاح متبعا تهذيب التهذيب، إلا قليلا فإني قد أعول على الميزان في الرمز، هذا وربما كان لي كلام أو نقل عن غير هذين الكتابين أذكره بعد قولي (أقول)، فنقول وبالله المستعان:
حرف الألف
ت د ق (إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة) قال ابن معين: ليس بشيء. (يب): قال الدراقطني متروك. وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل.
ت ق (إبراهيم بن عثمان أبو شيبة العبسي الكوفي) قاضي واسط كذبه شعبة، وقال (س) متروك الحديث. (يب) قال أبو حاتم: تركوا حديثه. وقال الجوزجاني: ساقط، وقال صالح جزرة: لا يكتب حديثه.
ت ق (إبراهيم بن الفضل المخزومي) قال ابن معين: ليس بشيء. (ن) قال ابن معين أيضا: لا يكتب حديثه. وقال (س) وجماعة: متروك. (يب) قال (س): لا يكتب حديثه. وقال الدارقطني والأزدي: متروك.
صفحة ٢٠