فصول من السيرة

ابن كثير ت. 774 هجري
87

فصول من السيرة

محقق

محمد العيد الخطراوي، محيي الدين مستو

الناشر

مؤسسة علوم القرآن

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٠٣ هـ

رجل. فلما سمع رسول الله ﷺ بمسيرهم إليه أمر المسلمين بحفر خندق يحول بين المشركين وبين المدينة، وكان ذلك بإشارة سلمان الفارسي ﵁، فعمل المسلمون فيه مبادرين هجوم الكفار عليهم، وكانت في حفره آيات مفصلة يطول شرحها، وأعلام نبوة قد تواتر خبرها، فلما كمل قدم المشركون، فنزلوا حول المدينة كما قال تعالى: ﴿إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم﴾ . وخرج رسول الله ﷺ فتحصن بالخندق وهو في ثلاثة آلاف على الصحيح من أهل المدينة. وزعم ابن إسحاق أنه إنما كان في سبعمائة. وهذا غلط من غزوة أحد، والله تعالى أعلم. فجعلوا ظهورهم إلى سلع. وأمر ﷺ بالنساء والذراري، فجعلوا في آطام المدينة، واستخلف عليها ابن أم مكتوم ﵁. وانطلق حيي بن أخطب النضري إلى بني قريظة، فاجتمع بكعب بن أسد رئيسهم، فلم يزل به حتى نقض العهد الذي كان بينه وبين رسول الله ﷺ، ووافق كعب المشركين على حرب رسول الله ﷺ، فسروا بذلك. وبعث رسول الله ﷺ السعدين: ابن معاذ، وابن عبادة، وخوات بن جبير، وعبد الله بن رواحة، ليعرفوا له هل نقض بنو قريظة العهد أو لا، فلما

1 / 166