فصول في الثقافة والأدب
الناشر
دار المنارة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
جدة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
أما هَمَذان التي ذكرها الكاتب فمدينة مشهورة في أرض العجم، وعجيب أن يُنسَب إليها الأوزاعي، وأعجب منه أنه نقل هذه الرواية عن ابن خَلِّكان، وهي في ابن خلكان في الصفحة التي نقل منها الرواية «همدان» بالدال لا «همذان» بالذال!
وقد وجدت في كتاب لا يحضرني اسمه أن الأوزاعي من العُقَيبة، قال إنها قرية بظاهر دمشق. والعُقَيبة اليوم حيّ كبير من أحياء دمشق بالقرب من السور خارج باب العمارة، وهذا الباب هو باب الفراديس بعينه، وهو لا يزال موجودًا، ولا يزال داخله طريق مُوازٍ للسور يسمى طريق بين السورين (١)، فعلى هذا تكون العُقَيبة هي قرية الأوزاع.
٢ - وقال الكاتب إن الأوزاعي «لم يكن يستعمل الرأي، بل إنه -كما فعل غيره- عدل إلى الكتاب والسنة».
والذي يُفهَم من هذه الجملة أن من يقول بالرأي يعدل عن الكتاب والسنة، وهذا خطأ فاحش، لأن أصحاب الرأي (أو القياس) لا يُعملون رأيهم ولا يُجْرون قياسهم إلا في المسائل
_________
(١) في القرن السادس الهجري بنى السلطان نور الدين زنكي سورًا جديدًا لمدينة دمشق يمتد موازيًا للسور القديم بين باب السلام وباب الفرج، فنشأ الحي الذي صار يسمى من بعد زقاق «بين السورين». ومَن أحب أن يرى مواضع تلك المعالم جميعًا فليراجع الخريطة التي وضعتُها في أول كتاب «دمشق»، في طبعته الجديدة التي أرسلتها إلى الطباعة منذ أسابيع، وأرجو أن تكون بين أيدي الناس وقت صدور هذا الكتاب (مجاهد).
1 / 86