[فصل في التوحيد والعدل]
بسم الله الرحمن الرحيم.
من عجز إدراك الحواس بارئها ثبت له التوحيد، وباستحقاق التوحيد ثبت العدل، لأن المتفرد بالوحدانية لا يجور، لوجود الجور فيمن ليس بواحد، ولما ثبت العدل وجب الوعد للمطيع، والوعيد على العاصي، ولما صح الوعد والوعيد وجب التحاجز بين المتظالمين، وهو بالرسول الآمر الناهي، بما آتاه الله، بعد استحقاقه للرسالة منه بالطاعة، والإتصال به، فأظهر عليه علامة الإتصال بالمعجزات والدلالات، فرقا بين المتصل والمنقطع عن الله، ليصح صدق خبر رسوله عنه، وكما لم يجز في العقل مشافهة الباري، وخطابه لخلقه، خاطبهم منهم بهم، بجنسهم ومثلهم، إذ ليس في فطرهم غير ذلك .
تم والحمد لله كثيرا.
صفحة ٣٦٥