[في أنه لا فرق بين صبيان المسلمين والكفار]
وسألت: عن صبي يولد على فطرة الإسلام وصبي يولد على فطرة الكفر فقلت أيهما أفضل؟
قال محمد بن يحيى عليه السلام: ليس يقال لأولاد المشركين أنهم
ولدوا على فطرة الكفر؛ لأن الله سبحانه إنما فطر الخلق وأوجدهم كما قال الله عز وجل للطاعة حين يقول: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}[الذاريات:56]، فكل مولود يولد فعلى الفطرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((كل مولود يولد فهو على فطرة الإسلام حتى يكون أبواه اللذان يهودانه أو ينصرانه))(1)، وحال الأطفال جميعا حال واحد من مات منهم صار إلى الجنة؛ لأنهم لا ذنوب عليهم ولم يبلغوا حد الأمر والنهي فيعصوا فيستوجبوا العقوبة والله سبحانه فلا يظلم العباد، فلما أن كانوا كذلك كانوا مستوجبين للرحمة والرأفة وكان ذلك من العدل والعقاب لمن لا ذنب له فهو من الجور والله سبحانه بريء من ذلك تعالى علوا كبيرا.
[في الرجل يطلع في دار جاره عمدا أو نسيانا]
وسألت: عن رجل أطلع في دار جاره عمدا أو نسيانا هل هو في ذلك مأثوم؟
وقلت: وإن وقع بصره على حرمه(2) من غير قصد لها هل عليه إثم ...إلخ؟
قال محمد بن يحيى عليه السلام: لا يجوز لمن يشرف على حرمة جاره، ولا يطلب عورتها، ولا ينظر شيئا من محاسنها فإذا فعل ذلك عمدا فقد أخطأ وأساء، ويجب عليه التوبة والاستغفار، وإذا كان ذلك بغير عمد ولا نية ولا قصد فليرد بصره، ولا يعد نظره فإنه غير مأخوذ بغفلته، ولا معاقب على ما لم يقصد بنيته ونظره.
صفحة ٩