قال محمد بن يحيى عليه السلام: هذا أمر من الله سبحانه
للمؤمنين لا يؤتون أموالهم السفهاء التي جعلها الله لهم قياما، والقيام فهي تقيمهم وتحثهم، والسفهاء هاهنا فهم الأبناء والإخوة الذين أوجب الله على الآباء النفقة عليهم إذا كانوا فقراء فأمرهم الله عز وجل إذا علموا منهم الإفساد لها ألا يدفعوا إليهم منها ما يفسدون وبه على معصيته يستعينون وأن يقوتوهم(1) فيها، والسفهاء فهم(2) سفهاء الرأي وسفهاء العقول الذين لا تمييز لهم ولا نظر في أمور نفوسهم لقلة عقولهم وبعد انتباههم والعرب تسمي من كان كذلك سفيها سفيه الرأي وسفيه العقل.
[في الصابي ما معناه]
وسألت: عن الصابي ما معناه.
قال محمد بن يحيى عليه السلام: الصابي اسم لبعض فرق النصارى
مثل اليهود والنصارى والقسيسين والرهبان(3).
[فيمن أمر غيره بقتل آخر والرجل يرضى بالقتل ولم يأمر به]
وسألت: عن رجل يقول لرجل: أقتل فلانا، فقتله ثم ندم وتاب من بعد أن قتل، وعن رجل رضي(4) بقتل رضي ولم يأمر به ورجل أمر بإحراق بيت إنسان أو قتل دابة ففعل المأمور ذلك فقلت: هل شرك الآمر في الظلم والغرامة؟
قال محمد بن يحيى عليه السلام: هذه المسائل تخرج على وجهين: إن كان هذا الآمر بالقتل جبارا يوقن المأمور أنه إن لم يفعل ما أمره به قتله ورأى من هذا الجبار تصميما وعزما لا محالة على إنفاذ أمره ففعل فقد قيل أنه يقتل لأنه فعل ما لا يجوز وأطاع فيما لم يكن للظالم فيه طاعته وهو باب حسن.
صفحة ٢٤