الفهرست
الشيخ الطوسي
---الفهرست ¶ الشيخ الطوسي ¶ ---
الفهرست تأليف شيخ الطائفة الأمام ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي 385 - 460 ه تحقيق مؤسسة نشر الفقاهة
--- [ 2 ]
صفحة ١
الفهرست المؤلف أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي الموضوع رجال المحقق فضيلة الشيخ جواد القيومي طبع ونشر مؤسسة (نشر الفقاهة) المطبعة مؤسسة النشر الاسلامي الطبعة الاولى ليتوغرافي حميد الكمية... 1 التاريخ: شعبان المعظم 1417 مؤسسة نشر الفقاهة
--- [ 5 ]
صفحة ٢
حياة المؤلف: مؤلف هذا الكتاب هو محمد بن الحسن الطوسي، أبو جعفر، شيخ الطائفة المحقة، ورافع اعلام الشريعة، امام الفرقة بعد الائمة المعصومين عليهم السلام، وعماد الشيعة الامامية في كل ما يتعلق بالمذهب والدين، محقق الاصول والفروع، ومهذب فنون المعقول والمسموع، شيخ الطائفة على الاطلاق، ورئيسها الذي تلوي إليه الاعناق، صنف في جميع علوم الاسلام، وكان القدوة في كل ذلك والامام. اما التفسير، فله فيه كتاب التبيان الجامع لعلوم القران، وهو كتاب جليل كبير، عديم النظير في التفاسير، وشيخنا الطبرسي - امام التفسير - في كتبه إليه يزدلف ومن بحره يغترف، وفي صدر كتابه الكبير بذلك يعترف، وقد قال فيه: (... انه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحق، ويلوح منه رواء الصدق، قد تضمن من المعاني الاسرار البديعة، واحتضن من الالفاظ اللغة الوسيعة، ولم يقنع بتدوينها دون تبيينها، ولا بتنميقها دون تحقيقها، وهو القدوة استضي بانواره، واطأ مواقع آثاره)، والشيخ المحقق المدقق محمد بن ادريس العجلي - مع كثرة وقائعه مع الشيخ في اكثر كتبه - يقف عند تبيانه، ويعترف بعظم شأن هذا الكتاب واستحكام بنيانه.
--- [ 6 ]
صفحة ٥
واما الحديث، فإليه تشد الرحال، وبه تبلغ رجاله غاية الامال، وله فيه من الكتب الاربعة، التي هي اعظم كتب الحديث منزلة، واكثرها منفعة: كتاب التهذيب وكتاب الاستبصار، ولهما المزية الظاهرة باستقصاء ما يتعلق بالفروع من الاخبار، خصوصا التهذيب، فانه كان للفقيه فيما يبتغيه من روايات الاحكام مغنيا عما سواه في الغالب، ولا يغني عنه غيره في هذا المرام، مضافا الى ما اشتمل الكتابان من الفقه والاستدلال والتنبيه على الاصول والرجال، والتوفيق بين الاخبار، والجمع بينها بشاهد النقل أو الاعتبار. واما الفقه، فهو خريت هذه الصناعة، والملقى إليه زمام الانقياد والطاعة، وكل من تأخر عنه من الفقهاء الاعيان، فقد تفقه على كتبه واستفاد منه نهاية اربه ومنتهى طلبه، وله - رحمه الله - في هذا العلم: كتاب النهاية الذي ضمنه متون الاخبار، وكتاب المبسوط الذي وسع فيه التفاريع واودعه دقائق الانظار، وكتاب الخلاف الذي ناظر فيه المخالفين، وذكر فيه ما اجتمعت عليه الفرقة من مسائل الدين. وله كتاب الجمل والعقود في العبادات، والاقتصاد فيها وفي العقائد الاصولية، والايجاز في الميراث، وكتاب يوم وليلة في العبادة اليومية. واما علم الاصول والرجال، فله في الاول كتاب العدة، وهو احسن كتاب صنف في الاصول، وفي الثاني الفهرست، الذي ذكر فيه اصول الاصحاب ومصنفاتهم، وكتاب الابواب المرتب على الطبقات من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الى العلماء الذين لم يدركوا احد الائمة عليهم السلام، وكتاب الاختيار، وهو تهذيب كتاب معرفة الرجال للكشي (1). * (هامش) 1 - ما ذكرناه الى هنا عبارة السيد الطبا طبائي بحر العلوم قدس الله اسراره في فوائد الرجالية 3: 227 - 231. (*)
--- [ 7 ]
صفحة ٦
حياة المؤلف: ولد - رحمه الله - في شهر رمضان سنة 1 385، وقدم بغداد من خراسان سنة 408 - وهو ابن ثلاث وعشرين سنة - وتخرج على الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان نحوا من خمس سنين، حتى قضي الشيخ ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان من سنة ثلاث عشرة واربعمائة، فلازم للتلمذ والاستفادة بعده علم الهدى السيد المرتضى، فكان معه نحوا من ثلاث وعشرين سنة حتى توفي السيد لخمس بقين من شهر ربيع الاول سنة ست وثلاثين واربعمائة، فاستقل بعده بالامامة. فكان علما للشيعة ومنارا للشريعة، فازدلفت إليه العلماء والافاضل للتلمذة والحضور تحت منبره، وتقاطر إليه المستفيدون من كل حدب، وبلغت عدة تلامذته الى ثلاثمائة من مجتهدي الخاصة والعامة، واعترف الكل بفضله المتدفق، وقد رووا منه شخصية ظاهرة، ونبوغا موصوفا، وعبقريا في العلم والعمل، حتى ان خليفة الوقت القائم بامر الله عبد الله بن القادر بالله احمد، جعل له كرسي الكلام والافادة الذي ما كانوا يسمحون به يوم ذاك الا لوحيد العصر، المبرز في علومه على قرنائه. ومن قوة عارضته وتقدم حجته ما اثبته القاضي نور الله في مجالس المؤمنين والسيد الطبا طبائي في فوائده الرجالية:
---
1 - فيكون قد ولد بعد وفاة الصدوق بأربع سنين، فانه توفي في الري سنة احدى وثمانين وثلاثمائة. (*)
--- [ 8 ]
صفحة ٧
انه وشى بالشيخ الى خليفة الوقت العباسي احمد، انه هو واصحابه يسبون الصحابة وكتابه المصباح يشهد بذلك، فقد ذكر ان من دعاء يوم عاشورأ: (اللهم خص انت اول ظالم باللعن مني وابدأ به اولا ثم الثاني والثالث والرابع، اللهم اللعن يزيد خامسا)، فدعا الخليفة بالشيخ والكتاب، فلما احضر الشيخ ووقف على القصة الهمه الله ان قال: ليس المراد من هذه الفقرات ما ظنه السعاة، بل المراد بالاول قابيل قاتل هابيل، وهو اول من سن الظلم والقتل، وبالثاني قيدار عاقر ناقة صالح، وبالثالث قاتل يحيى بن زكريا، من اجل بغي من بغايا بني اسرائيل، وبالرابع عبد الرحمان بن ملجم قاتل علي بن ابي طالب عليه السلام، فلما سمع الخليفة من الشيخ تأويله وبيانه قبل منه ورفع منزلته وانتقم من السعاة. لم يبرح الشيخ في بغداد مدة اثنتي عشرة سنة حتى وقعت الفتنة بين الفريقين سنة 448، احترقت من جرائها كتبه وداره في باب الكرخ وكرسي كان يجلس عليه للكلام 1، فهاجر وقتئذ الى النجف الاشرف، فهو اول مؤسس للمركزية العلمية في العتبة المقدسة العلوية، فتسللت إليه رواد العلم وظماء الفضائل، حتى برعوا بفضله الجم الغفير، ونشروا الوية العلم والدين بعده. مشايخه: نذكر هنا اسماء مشايخه وفقا لما اثبته العلامة النوري في خاتمة المستدرك، وما عثر عليه في كتبه، والاجازة الكبيرة لاية الله العلامة الحلي لبني زهرة، وامالي ولد الشيخ ابي علي:
---
1 - ذكر السبكي في طبقات الشافعيية 3: 52 ان كتبه احرقت عدة نوب بمحضر من الناس. (*)
--- [ 9 ]
صفحة ٨
1 - الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد. 2 - الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيدالله الغضائري. 3 - أبو عبد الله احمد بن عبد الواحد البزاز، المعروف بابن عبدون وبابن الحاشر. 4 - أبو الحسين علي بن احمد المعروف بابن ابي جيد القمي. 5 - احمد بن محمد بن موسى بن الصلت الاهوازي، وهو طريقه الى ابن عقدة. هؤلا الخمسة عمدة ما تدور عليه رواياته. 6 - السيد الاجل الشريف المرتضى علم الهدى. 7 - أبو القاسم علي بن شبل بن اسد الوكيل، الذي اشار إليه في ترجمة ابراهيم بن اسحاق الاحمري، وفي الامالي: قرأ علي وأنا أسمع في منزله ببغداد في الربض بباب محول في سنة 410. 8 - الشريف أبو محمد الحسن بن القاسم المحمدي، اشار إليه في ترجمة اسماعيل بن علي الخزاعي ومحمد بن احمد الصفواني ومحمد ابن علي بن المفضل. 9 - احمد بن ابراهيم القزويني. 10 - أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم القزويني. 11 - جعفر بن الحسين بن حسكة القمي، أشار إليه في ترجمة محمد ابن علي بن بابويه. 12 - أبو زكريا محمد بن سليمان الحراني أو الحمداني، من اهل طوس، عده العلامة الحلي من مشايخه في اجازته الكبيرة. 13 - الشيخ أبو طالب بن غرور، اشار إليه في ترجمة احمد بن محمد بن الجراح.
--- [ 10 ]
صفحة ٩
14 - السيد أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، أشار إليه في ترجمة اسماعيل بن علي الخزاعي ابن الجنيد. 15 - أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام، المعروف بابن الفحام السر من رائي، عده المجلسي في البحار وابو علي ابن الشيخ في اماليه من مشايخه. 16 - أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، وهو الواسطة بين الشيخ وابن عقدة. 17 - الحسين بن ابي محمد هارون بن موسى التلعكبري، وهو طريقه الى اخبار ابي قتادة القمي. 18 - محمد بن احمد بن ابي الفوارس الحافظ، حدثه املا في مسجد الرصافة بالجانب الشرقي ببغداد في ذي القعدة سنة 411، كما صرح بذلك ولده أبو علي في اماليه عن والده. 19 - أبو منصور السكري، يظهر من اماليه انه من مشايخه. 20 - محمد بن علي بن خشيش بن نضر بن جعفر بن ابراهيم التميمي، روى عنه في اماليه اخبارا كثيرة. 21 - أبو الحسن علي بن احمد بن عمر بن حفص المقري، المعروف بابن الحمامي المقري. 22 - أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد ، قرأ عليه في ذي الحجة سنة 417. 23 - أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، المعروف بابن بشران المعدل، قال رحمه الله: اخبرنا في منزله ببغداد في رجب سنة 411. 24 - أبو عبد الله محمد بن علي بن حموي البصري، قال رحمه الله:
--- [ 11 ]
صفحة ١٠
اخبرنا قرأة ببغداد في دار الغضائري في يوم السبت للنصف من ذي القعدة الحرام سنة 413. 25 - أبو الحسين حنبش المقري، عده العلامة في الاجازة من مشايخه من رجال الكوفة. 26 - القاضي أبو الطيب الطبري الحويري، عده العلامة في اجازته لاولاد ابن زهرة من رجال الكوفة. 27 - أبو علي الحسن بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن اشناس، ويعرف بابن الحمامي البزاز، مولى جعفر المتوكل، عده العلامة في اجازته من مشايخه من رجال الخاصة. 28 - أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم بن علي القمي، المعروف بابن الحناط، كما في الاجازة وفي امل الامل. 29 - أبو عبد الله ابن الفارسي، عده العلامة من مشايخه. 30 - أبو الحسن الصفار، عده العلامة في الاجازة من مشايخه، وصرح به نفسه في اواخر اماليه ايضا. 31 - أبو الحسن احمد بن علي النحاس، كذا في الاجازة 1.
---
1 - كذا نقله الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين، الرقم: 47، لكن الموجود في الاجازة المطبوعة في البحار: (أبو الحسين بن احمد)، وفي المستدرك: (أبو الحسين احمد بن علي النجاشي) مع تذييله يقوله: والظاهر زيادة كلمة ابن، ومن هنا تخيل بعضهم ان احمد بن علي النجاشي من مشايخ الطوسي. وذكر بعضهم ان شيخه علي ين احمد والد النجاشي، ولكن من الظاهر ان النجاشي لم يثبت رواية مشايخ الشيخ كما يظهر من ترجمة النجاشي اياه، وان الشيخ لم يترجم النجاشي، ولم يثبت رواية الشيخ عن والد النجاشي ولا في واحد، مع انه من المعاريف، اذن فالصحيح ما في تذكرة المتبحرين. (*)
--- [ 12 ]
صفحة ١١
32 - أبو محمد عبد الحميد بن محمد المقري النيسابوري، عده العلامة في الاجازة من مشايخه. 33 - أبو عبد الله اخو سروة، وكان يروي كثيرا عن ابن قولويه من كتب الشيعة الصحيحة، كذا في الاجازة الكبيرة. 34 - أبو الحسين بن سوار المغربي، عده العلامة الحلي في الاجازة الكبيرة من مشايخه من العامة. 35 - محمد بن سنان، عده العلامة في الاجازة من مشايخه من العامة. 36 - أبو علي بن شاذان المتكلم، عده العلامة في الاجازة من مشايخه من العامة. 37 - القاضي أبو القاسم التنوخي علي بن القاضي ابي علي المحسن بن القاضي ابي القاسم علي بن محمد بن ابي الفهم داود بن ابراهيم بن تميم القحطاني، صاحب السيد المرتضى وتلميذه، عده العلامة في الاجازة من مشايخه من العامة. تلامذته: اورد سيدنا آية الله بحر العلوم طاب ثراه في الفائدة الثانية من فوائده الرجالية، جمعا من الاعلام الذين تلمذوا على الشيخ الطوسي رحمه الله، ونحن نذكرهم حسب ما اوردهم: 1 - الشيخ الثقة أبو ابراهيم اسماعيل بن محمد بن الحسن بن الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي. 2 - الشيخ الثقة أبو طالب اسحاق، اخو اسماعيل المذكور. 3 - الشيخ الفقيه الثقة العدل آدم بن يونس بن ابي المهاجر النسفي. 4 - الشيخ الفقيه أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الاسدي الفقيه الدين.
--- [ 13 ]
صفحة ١٢
5 - الشيخ الاجل أبو الصلاح التقي الحلبي. 6 - السيد الثقة المحدث أبو ابراهيم جعفر بن علي بن جعفر الحسيني. 7 - الشيخ الجليل الثقة العين أبو علي الحسن ابن الشيخ الطوسي رحمه الله. 8 - شمس العلمأ الفقيه الثقة الوجه الحسن بن الحسين بن بابويه القمي. 9 - الشيخ الامام الثقة الوجه الكبير محيي الدين أبو عبد الله الحسن بن المظفر الحمداني. 10 - الشيخ الفقيه الثقة أبو محمد الحسن بن عبد العزيز الجهاني. 11 - الشيخ الامام موفق الدين الفقيه الثقة الحسين بن الفتح الواعظ الجرجاني. 12 - السيد الفقيه أبو محمد زيد بن علي بن الحسين الحسيني. 13 - السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد الحسيني المروزي. 14 - الشيخ الفقيه الثقة أبو الحسن سليمان الصهرشتي. 15 - الشيخ الفقيه الثقة صاعد بن ربيعة بن ابي غانم. 16 - الشيخ الفقيه أبو الصلت محمد بن عبد القادر. 17 - الشيخ الفقيه المشهور سعد الدين بن البراج. 18 - الشيخ المفيد النيسابوري. 19 - الشيخ المفيد عبد الجبار الرازي. 20 - الشيخ علي بن عبد الصمد. 21 - الشيخ عبيدالله بن الحسن بن الحسين بن بابويه. 22 - الامير الفاضل الزاهد الورع الفقيه غازي بن احمد بن ابي منصور السناماني.
--- [ 14 ]
صفحة ١٣
23 - الشيخ كردي علي بن الكردي الفارسي الفقيه الثقة، نزيل حلب. 24 - السيد المرتضى أبو الحسن المطهر الديباجي صدر الاشراف والعلم في فنون العلم. 25 - الشيخ العالم الثقة أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي، فقيه الاصحاب. 26 - الشيخ أبو عبد الله محمد بن هبة الله الوراق، الفقيه الثقة. 27 - الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي. 28 - الشيخ أبو سعيد منصور بن الحسن الابي. 29 - الشيخ الامام جمال الدين محمد بن ابي القاسم الطبري الاملي. 30 - السيد الثقة الفقيه المحدث ناصر بن الرضا بن محمد الحسيني. وفاته ومدفنه: ولم يبرح الشيخ في النجف الاشرف على ذلك اثنى عشر عاما حتى قضى نحبه فيه ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة 460 عن خمس وسبعين سنة. وتولى غسله ودفنه تلميذه الشيخ الحسن بن المهدي السلقي والشيخ أبو محمد الحسن بن عبد الواحد العين زربي والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي، ودفن في داره التي حولت بعده مسجدا في موضعه اليوم، وهو مزار يتبرك به. كلام حول هذا الكتاب: كتاب الفهرست موضوع لذكر من له كتاب من المصنفين وارباب الاصول، وذكر الطرق إليها غالبا، وقد يجي بيان أحوالهم استطرادا.
--- [ 15 ]
صفحة ١٤
وعد رحمه الله في مقدمته بالاشارة الى ما قيل في المصنفين من التعديل والتجريح، وهل يعول على روايته أو لا، وتبيين اعتقاده، وهل هو موافق للحق أو هو مخالف له، ولكنه لم يف في ذلك عند تعرضه لبعض ذوي المذاهب الفاسدة، فلم يقل في ابراهيم بن ابي بكير بن ابي السمال شيئا، مع أنه كان واقفيا - كما صرح به الكشي والنجاشي - ولم يذكر شيئا في شأن كثير من الضعفأ، حتى في مثل الحسن بن علي السجادة، الذي كان يفضل ابا الخطاب على النبي صلى الله عليه وآ له وسلم. فذكره لاي رجل في كتابه مع عدم التعرض لمذهبه لا يكشف عن كونه اماميا بالمعنى الاخص، نعم يستكشف منه أنه غير عامي، فانه بصدد ذكر كتب الامامية بالمعنى الاعم 1. 1 - عمدة ما تدور عليه روايات الشيخ في هذا الكتاب من مشايخه عن خمسة منهم، وهم: الشيخ المفيد وابن الغضائري واحمد بن عبدون وابن الصلت وابن ابي جيد، وربما روى عن غيرهم وهو قليل جدا، وهم مراده متى اطلق: (اخبرنا جماعة)، أو (عدة من اصحابنا)، فلا يحتمل الضعف والارسال، لانهم ثقات 2. 2 - ذكر الشيخ في الفهرست جماعة من اصحاب الكتب والاصول واقتصر على ذكر كتبهم واصولهم ولم يذكر الطريق إليهم، وذكر آخرين واشار الى من ذكرهم أو روى عنه، ولم يصل اسناده فيه الى من ذكر
---
1 - وقد عدل عنه وذكر من غير الامامية مع عدم التعرض لمذهبه، كما في مالك بن انس. واحمد بن عبد العزيز الجوهري - مع كلام فيه. 2 - لانهم - وان لم يثبت في حق بعضهم وثاقة - اما يحكم بانهم ثقات لا نهم مشايخ النجاشي ومشايخه ثقات - على ما هو التحقيق. (*)
--- [ 16 ]
صفحة ١٥
أو روى عنه 1، وذكر بعض الرواة مكررا، والظاهر ان السبب فيه ذكر طرق اخرى إليهم، كما يظهر لمن تتبع كلامه. 3 - الظاهر ان تأليف الفهرست والرجال عرضية لا طولية، وهذا بدليل ما ذكره قدس سره في رجاله في قسم من لم يرو عنهم عليهم السلام كثيرا: (ذكرناها في الفهرست)، وفي فهرسه: (نذكرها في كتاب الرجال)، وبدليل قوله في الفهرست في ترجمة نفسه: (وله كتاب الرجال الذين رووا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والائمة الاثني عشر عليهم السلام ومن تأخر عنهم). اما يوجد بين ما ذكر في الكتابين تهافت في مواضع: ففي رجاله في قسم من لم يرو عنهم عليهم السلام ذكر الحسين بن عبيدالله الغضائري قائلا: (وله تصانيف ذكرناها في الفهرست)، وكذا في عنوان الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، ولا يوجد اثر من ذكر كتبهما فيه اصلا، حتى لم يذكر اسمهما، مع ان لهم كتبا، والظاهر انها سقطت من نسخ الفهرست المتأخرة، وكانت موجودة في نسخة الاصل، فان جلالة مقام الشيخ تأبى عن ان يخبر بشي لا اصل له. ويؤيد ما ذكرناه ان ابن داود نسب الى الفهرست ترجمة ابن الغضائري ، وهذا يكشف عن وجودها في نسخة التي كانت عنده، فلا موقع لعد بعضهم هذا من الغرائب، فانه انما يكون غريبا إذا لم يكن في اصل النسخة لا فيما عندنا من النسخ. 4 - ان الشيخ كما قال في مقدمة الكتاب لم يستوف تصانيف الاصحاب، لانه كما قال: (لا تكاد تضبط لانتشار الاصحاب في البلدان واقاصي الارض)، حتى انه رحمه الله لم يذكر بعض اصحاب الكتب الذي ذكرهم في رجاله.
---
1 - كما قيل عن حميد ذكر اسناده إليه. (*)
--- [ 17 ]
صفحة ١٦
ذكر قدس سره ثعلبة بن ميمون في اصحاب الكاظم عليه السلام، واضاف: (له كتاب، روى عن ابي عبد الله عليه السلام، يكنى ابا اسحاق)، اما لم يدرجه في الفهرست، وتعرض له النجاشي مع ذكر طريقه إليه. وفي اثنأ عنوان زرارة في الفهرست قال: (له عدة اولاد - فسرد اسمأهم وهم ستة، ثم قال: - وللزرارة اخوة جماعة - فعد اسمأهم، وهم ايضا ستة، اولهم: حمران، وله ابنان: حمزة ومحمد، ثم قال: ولهم روايات كثيرة واصول وتصانيف، سنذكرها في ابوابها ان شأ الله، ولهم ايضا روايات عن علي بن الحسين والباقر والصادق:، نذكرها في كتاب الرجال). ونحن لما نراجع الفهرست في ابواب بني زرارة وبني اعين ونفتشهم فيها نرى انه قدس سره عنون منهم خمسة واهمل منهم تسعة، مع ان جميع هؤلا حسبما نسب إليهم على ظاهر عبارته اصحاب روايات كثيرة واصول وتصانيف، خصوصا ان النجاشي عنون عن هؤلا التسعة المنسية في الفهرست ابنين للزرارة مع ذكر طريقه الى كتابيهما، وهما رومي وعبد الله. وقع هذا الامر ايضا للنجاشي في رجاله - لان كتابه ولو صنف في حياة الشيخ اما متيقنا ان تأليفه بعد تأليف الرجال والفهرست، ومع الاطلاع عنه وعن مندرجاته، ولو انه لم ينقل في كتابه هذا من الفهرست مصرحا باسمه، الا انه لا يخفى على من نظر في كتابه ان في تراجم الرجال وكيفية التعرض بالمطالب له النظر بالفهرست ومندرجاته وفي بعض الموارد عبر عن الشيخ ببعض الاصحاب، كما في ترجمة ابراهيم بن محمد بن * (هامش) 1 - رجال الشيخ : 333 الرقم: 4960. (*)
--- [ 18 ]
صفحة ١٧
ابي يحيى - اما لم يوجد فيه ذكر للحسن بن محبوب، ومحمد بن ابي الصهبان، وابي عبد الله الحسني، وعبد العزيز بن اسحاق، وعلي بن احمد العلوي العقيقي، وحيدر بن نعيم السمرقندي، مع ان الشيخ صدع بهم في فهرسه، وذكر كتبهم والطريق إليهم. 5 - ذكر رحمه الله في خاتمة الكتاب عنوان: (باب من عرف بكنيته ولم اقف عليه باسم)، وهو ينافي ما عنونه هناك، لان بعض ما ذكر هناك معروف باسمهم وعنون قدس سره بعض هؤلا في الفهرست وبعضها في الرجال باسمهم، راجع هوامش ما ذكرناه هناك. 6 - الظاهر - والله العالم - ان المراد بالشيخ الفاضل في مقدمة كتاب الفهرست والرجال هو الشيخ المفيد، وان استبعده بعض باقتصار الشيخ الطوسي في توصيف الشيخ المفيد بالشيخ الفاضل مع جلالته، وذلك لما ذكر في مقدمة الفهرست: (التمس بذلك قربة الى الله تعالى وجزيل ثوابه ووجوب حق الشيخ الفاضل ادام الله تأييده وارجو ان يقع ذلك موافقا)، واداء وجوب الحق لا يقال الا لمن كان حقه على الانسان عظيما، ويؤيده ايضا تعبيره عنه في التهذيب في مواضع متعددة بالشيخ أو شيخنا أبو عبد الله. بحث عن طرق الشيخ الى الاصحاب: قلنا فيما سبق ان الشيخ ذكر بعض الاصحاب ولم يذكر طريقه إليهم، وذكر آخرين تحت عنوانين أو عناوين وذكر طرقه المتعددة، والبحث عن طرق الشيخ وكذا طرق سائر الاصحاب الى مصنفي الاصول من اهم
--- [ 19 ]
صفحة ١٨
مباحث علم الرجال. وذلك لان المراجع قد يراجع الرواية ويرى ان جميع رواتها ثقات، فيحكم بصحتها، ولكنه يغفل عن ان طريق الصدوق أو الشيخ إليه ضعيف، فالرواية ضعيفة، مثال ذلك: ان الصدوق روى عن محمد بن مسلم وبريد بن معاوية عن ابي جعفر وابي عبد الله عليه السلام قالا: (إذا وقع الكسوف أو بعض هذه الايات فصلها ما لم تتخوف ان يذهب وقت الفريضة) 2.
---
1 - جعل المجلسي قدس سره ذكر الصدوق شخصا فيمن له إليه الطريق موجبا للمدح وعده في وجيزته من الممدوحين، والظاهر ان مستند هذا القول هو التزام الصدوق في اول كتابه بأن يرى فيه عن الكتب المعتبرة المعتمد، وعليه فيكون صاحب الكتاب ممدوحا لا محالة، لكن الظاهر انه يريد بذلك ان الروايات المستخرجة في الفقيه من الكتب المعتبرة ولا يريد انه استخرجها من كتب من ذكرهم في المشيخة وذكر طريقه إليهم، فكيف وقد ذكر في المشيخة عدة اشخاص وذكر طريقه إليهم، مثل ابراهيم بن سفيان واسماعيل بن عيسى وأنس بن محمد وغيرهم، مع ان النجاشي والشيخ لم يذكراهم في كتابيهما الموضوعين لذكر ارباب الكتب والاصول، بل ولم يذكرهم الشيخ في رجاله، مع ان موضوعه اعم، بل ان الصدوق ذكر طريقه الى اسماء بنت عميس افهل يحتمل انه كان لها كتاب معروف، ومما يؤكد ذلك ان الصدوق لم يرو عن بعض من ذكر طريقة إليه في المشيخة الا رواية واحدة وتوهم بعض - بهذا المستند - بان ضعف طرق الصدوق الى اصحاب لا يضر بصحة الحديث - وقد ظهر بطلان هذا التوهم وان الكتب المعروفة المعتبرة التي اخرج الصدوق روايات كتابه ليست هي كتب من بدأ السند في الفقيه وقد ذكر جملة منهم في المشيخة، وانما هي كتب غيرهم من الاعلا م المشهورين التي منها رسالة والده إليه، وكتاب شيخه ابن الوليد، فالروايات الموجودة في الفقيه مستخرجة من هذه الكتب، اما انها صحيحة أو غير صحيحة فهو امر آخر اجنبي عن ذلك، هذا بخلاف الشيخ في كتابيه، فان من بدأ هو صاحب كتاب، ويروي الشيخ ما رواه فيهما عن كتابه، على ما صرح به في آخر كتابيه، الا ان الشيخ لم يذكر ان الكتب التي استخرج روايات كتابيه منهما هي كتب معروفة. 2 - الفقيه، الجزء الاول، باب صلاة الكسوف والزلازل، الحديث: 153. (*)
--- [ 20 ]
صفحة ١٩
وقد عبر عنه صاحب الحدائق رحمه الله ومن تأخر عنه بصحيحة محمد بن مسلم وبريد بن معاوية، اغترارا بجلالتهما وغفلة عن ان طريق الصدوق الى بريد مجهول والى محمد بن مسلم ضعيف، فالرواية ضعيفة. لاجل ذلك جعلنا فصلا في هذا الكتاب للبحث عن طرق الشيخ الى الاصحاب وذكر صحتها وضعفها 1، جعلنا مبنى البحث ما قاله الرجالي الكبير العلامة الخوئي قدس الله اسراره الزكية في معجمه، اما عدلنا عن مبناه في مواضع وسلكنا مبنى شيخنا آية الله الميرزا جواد التبريزي حفظه الله فيها. نذكر مسلكنا في البحث عن الطرق تحت امور: 1 - مشايخ الشيخ الذي اكثر منهم الرواية عبارة عن الشيخ المفيد والحسين بن عبيدالله الغضائري واحمد بن عبدون وابن ابي جيد واحمد بن محمد بن موسى ابن صلت الاهوازي، والاولين منهم ثقة، اما في غيرهم لا يوجد ثوثيق، اما هم ثقة على الاظهر، لانهم من مشايخ النجاشي ومشايخه ثقات - على ما هو التحقيق. 2 - اعتمد العلامة الخوئي قدس سره لتوثيق من كان في اسناد كامل الزيارات وتفسير القمي، اما كامل الزيارات فقد عدل عن هذا المبنى قدس الله نفسه في اواخر عمره الشريف، واما تفسير القمي فبسبب
---
1 - المراد بالصحة والضعف هنا ليس ما يجري في اصطلاح المتأخرين، بل المراد بهما الاعتبار وعدمه وإذا قلنا الطريق صحيح فمعناه معتبر وحجة، وان كان بعض رواته حسنا أو موثقا، وان قلنا انه ضعيف فمعناه انه ليس بحجة، وذكرنا في اكثر الموارد دليل الضعف من ضعف الرواة أو جهالتهم أو ارسال الرواية (*)
--- [ 21 ]
صفحة ٢٠
الاضطراب والاختلاف في الاسانيد الموجودة في اطاره تطمئن النفس انه ليس لعلي بن ابراهيم نفسه، بل مؤلف عن عدة تفاسير. ولهذا عدلنا عن مبنى هذا السيد المعظم، كما وقع لعلي بن اسماعيل ابن عيسي، في ترجمة بسطام بن الزيات، الرقم: 132، ولعبد الرحمان بن حماد في ترجمة موسى بن عمر، الرقم: 726. 3 - اعتمدنا على رجال كانوا معروفين في زمانهم ولم يثبت في حقهم ذم ولا جرح، لانه يكفي في الوثاقة والعدالة حسن الظاهر، وإذا كان شخص في زمان في غاية الاشتهار ووجد في حقه ذم وجرح لشاع، ومع عدم القدح فيهم ثبت وثاقتهم. هذا ابراهيم بن هاشم الذي لا يوجد في الرواة على اختلاف طبقاتهم من يدانيه في كثرة الرواية، وقد روى عن مشايخ كثيرة يبلغ عددهم زهاء مائة وستين شخصا، اما لا يوجد في حقه توثيق من المشايخ، ولهذا قيل بعدم اعتباره، اما من كان حاله بهذه المثابة إذا كان فيه قدح لاشتهر وبان. ولهذا قلنا بصحة طرق كان فيه بعض هؤلا المعاريف، كابراهيم بن هاشم والحسين بن يزيد النوفلي وعلي بن محمد بن الزبير القرشي
---
1 - يشهد بكونه من المعارف قول النجاشي في ترجمة علي بن الحسين بن فضال حيث قال: (رأيت جماعة من شيوخنا يذكرون الكتاب المنسوب الى علي بن الحسين بن فضال المعروف باصفياء امير المؤمنين عليه السلام، ويقولون انه موضوع عليه لا اصل له، والله العالم، قالوا: وهذا الكتاب الصق روايته الى ابي العباس بن عقدة وابن الزبير ولم نرى احدا ممن روى عن هذين الرجلين يقول: قرأته على الشيخ، غير انه يضاف الى كل رجل منهما بالاجازة حسب)، وقراءة الكتب عليهما واخذ الاجازة منهما دليل على اعتبارهما وكونهما من المعروفين. (*)
--- [ 22 ]
صفحة ٢١
والقاسم بن يحيى الجوهري 1 واحمد بن محمد بن يحيى العطار 4. 4 - ذكر الشيخ في طرقه الى الاصحاب انه روى كتبه عن حميد، اما لم يذكر في بعض الاحيان طريقه إليه، وطرقه الى حميد التي ذكرها في الفهرست كلها ضعيفة، نعم طريقه الى كتاب حميد نفسه - الذي ذكره في المشيخة - صحيح. 5 - يمكن تصحيح بعض طرق الشيخ بتبديل السند، باحد هذه الوجوه: الف - روى الشيخ بعض كتب الاصحاب بطريق ضعيف، اما في طريقه إليه الصدوق، وله طريق صحيح الى صاحب الكتاب، فيمكن تصحيح السند بهذا الوجه. كما في طريقه الى حفص بن غياث، الرقم: 242، لان في طريق الشيخ إليه محمد بن حفص، وهو لم يثبت توثيقه، اما ان الشيخ يروي كتاب حفص بطريقه عن الصدوق، فإذا كان طريق الصدوق إليه صحيحا - كما هو كذلك - كان طريق الشيخ إليه ايضا صحيحا، وان كان الطريق المذكور في الفهرست ضعيفا 3. كذلك طريق الشيخ الى عمر بن محمد بن يزيد ضعيف في الفهرست، لان محمد بن عمر بن يزيد الواقع في طريقه لم يرد فيه توثيق، الا انه
---
1 - يؤيد وثاقته حكم الصدوق بصحة ما رواه في زيارة الحسين عليه السلام عن الحسن بن راشد وفي طريقه إليه القاسم بن يحيى، بل ذكر ان هذه الزيارة اصح الزيارات عنده رواية، الفقيه في زيارة قبر ابي عبد الله عليه السلام، الحديث: 1614 و1615. 2 - استند العلامة الخوئي لتوثيق النوفلي والقاسم بن يحيى بوجودهما في اسناد كامل الزيارات، وقال بتضعيف ابن الزبير واحمد بن محمد بن يحيى. 3 - يمكن تصحيح طريق الشيخ إليه هنا بوجه آخر، لان الشيخ قال: له كتاب معتمد، مع ان رواية ابنه محمد، فهذا يدل على الاعتماد بقول محمد لا محالة. (*)
--- [ 23 ]
صفحة ٢٢