فإذا استكملنا عدة الهجوم، شرعنا الرماح وهجمنا، وخضنا المعركة نحاربه بمثل سلاحه، بالعلم والجد والدأب والتعاون حتى نلقي عنا هذه القيود التي كبلنا بها، حلقة بعد حلقة، كما شدها من حولنا حلقة بعد حلقة، على أن المعركة قد بدأت من زمان، وما معامل المحلة الكبرى، ومصانع الطرابيس والزجاج (١) إلا أعلام النصر في معركة الوطن، فلنمض فيها، ولنؤلف لكل ميدان فرقة: شركة اقتصادية، فيكون لكل مرفق من المرافق شركة، حتى إدارة الفنادق، وتسيير الترام وبناء المنازل.
لقد أعلنتم المعركة، بإجلائكم هذه البنت عن أرض مصر، وعقد لكم اللواء، ورفع العلم فامشوا تحته أدباء واقتصاديين وعلماء، فإن الميدان يتسع لكم جميعًا، ويحتاج إليكم جميعًا، واعلموا أن الاستقلال الحقيقي لا يكون إلا عندما يلتفت المصري فلا يرى حوله شركة أجنبية، ولا مدرسة أجنبية، ولا متجرًا لأجنبي، ولا عقارًا يملكه أجنبي، وتكون كل خيرات مصر لأبناء مصر!.
هذا هو الاستقلال، فعلى كل مصري أن يعمل له ما يستطيع!.
...
_________
(١) ذلك في مصر وفي الشام معامل الشركة الخماسية والشمنتو والزجاج والسكر وأمثالها.
1 / 49