إساءة الفهم لماذا؟
والدكتور العودة بنى كل مقالاته الأربع السابقة على فهم خاطيء لأقوالي وبناء على هذا الفهم رد رده ثم اتهمني بأشياء ما خطرت لي على بال، وفي ظني أن الدكتور العودة رأى أن أسهل طريقة في الدفاع عن رسالته من نقدي لها هو هذا الأسلوب لأن الناس عندهم قابلية لاتهام الآخرين، فأشبع هذه الرغبة عندهم بما حشره في مقاله من هذه الاتهامات، بينما نقدي له لا يشم فيه أي اتهام لشخصه الكريم ، بل كان نقدا تاريخيا بحتا.
نعود إلى المعلومة.
على أية حال: لن أرد على التهم الخارجة على موضوع التاريخ، وهذه المسألة لا تهم الباحثين، أما المعلومة فيجب ردها بالحجة والبرهان أو الاعتراف بصوابها، والعالم سينفتح فلابد أن نتعود على التعامل مع المعلومة وننقدها، وليس مع مصدر المعلومة.
نعود للمسائل التاريخية البحتة ونتحاور مع الدكتور العودة محاولين الاقتصار على نماذج فقط مما أورده فأقول ردا على الدكتور العودة:
الملحوظة الأولى: سوء الفهم
سوء الفهم أولى كاسحات الحقائق، فكل مقالات الدكتور سلمان العودة كانت نتيجة لسوء فهم أو إساءته أو تعمد التحريف وليختر منها الدكتور أصحها فهو قد ظن أنني أنفي وجود عبد الله بن سبأ مطلقا وهذا ما لم أقله البتة بل صرحت في كتاب الرياض ومقالات سابقة بأنني متوقف في عبد الله بن سبأ من حيث (مطلق وجوده) وإن كنت أنفي وبشدة (دوره المزعوم) في الفتنة أيام عثمان وعلي رضي الله عنهما وهناك فرق كبير جدا بين رأيي الذي أعلنت عنه وبين ما حملني إياه الدكتور العودة أو أراد أن يحملني إياه، ولولا أن الدكتور أخبرنا أنه قرأ الكتاب لعذرته إذ كيف فاته ما قلته (ص260) من الكتاب نفسه عندما قلت بالحرف الواحد: (والفقيهي نفسه يعترف أن سيف بن عمر ضخم دور عبد الله بن سبأ ولم يجرؤ الفقيهي أن يقول أن سيفا اختلق دور عبد الله بن سبأ في الفتنة).
صفحة ٥