الفوز الكبير في أصول التفسير

شاه ولي الله الدهلوي ت. 1176 هجري
82

الفوز الكبير في أصول التفسير

الناشر

دار الصحوة

رقم الإصدار

الثانية-١٤٠٧ هـ

سنة النشر

١٩٨٦ م

مكان النشر

القاهرة

مُعْرِضِينَ﴾ أي: إذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم أعرضوا. التحقيق الدقيق في كلمة "إِذ": وليعلم أيضا أن الأصل في مثل قوله - تعالى -: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ﴾ ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى﴾ أن كلمة "إذ" ظرف فعلي، ولكنها نقلت إلى معنى التخويف والتهويل وأمثال ذلك، فكأن شخصًا يستحضر المواضع الهائلة أو الوقائع الهائلة العظيمة من دون تركيب للجمل، ومن غير وقوع للكلمات في حيز الإعراب، فإن الغرض المطلوب هو استحضارها وذكرها حتى ترتسم صورتها البارزة في ذهن المخاطب، ويستولى الخوف منها واستهوالها على قلبه وضميره. فالتحقيق هو أنه في أمثال هذه المواضع لا حاجة إلى التفتيش والبحث عن العوامل في هذه الكلمة، والله أعلم. حذف الجار: وليعلم أيضًا أن حذف الجار من "أن" المصدرية مطرد في كلام العرب، ويكون المراد حينئذ "لأن" أو "بأن". حذف جواب الشرط: وليعلم أيضًا أن الأصل في مثل قوله - تعالى -: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ﴾ ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ﴾ .

1 / 112