6 - أخبرنا أبو بكر بن النقور، ثنا أبو طالب اليوسفي، قال: ثنا الحسن بن المذهب، قال: ثنا أبو بكر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا أبو صالح الحكم بن موسى، ثنا هقل، يعني ابن زياد، عن الأوزاعي، قال: حدثني رجل في مجلس يحيى بن أبي كثير، عن أبي إدريس الخولاني قال: دخلت مسجد حمص فجلست إلى حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب النبي صلى (ق60ب) الله عليه وسلم قال: يقول: الرجل منهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحدث، ثم يقول الآخر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحدث. قال: وفيهم رجل أدعج براق الثنايا، فإذا شكوا في شيء ردوه إليه ورضوا بها، قال: فلم أجلس قبله ولا بعده مجلسا مثله، فتفرق القوم، وما أعرف اسم رجل منهم ولا منزله. قال: فبت بليلة ما بت بمثلها. قال: وقلت: أنا رجل أطلب العلم، وجلست إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أعرف اسم رجل منهم ولا منزله، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد، [فإذا أنا بالرجل الذي كانوا إذا شكوا في شيء ردوه إليه يركع إلى بعض أسطوانات المسجد] (1)، فجلست إلى جانبه، فلما انصرف قال: قلت: يا عبد الله، والله إني لأحبك لله، فأخذ بحبوتي حتى أدناني منه، ثم قال: إنك لتحبني لله؟ قال: قلت: إي والله إني لأحبك لله. قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن المتحابين بجلال الله في ظل الله وظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ". قال: فقمت من عنده ، فإذا أنا برجل من القوم الذين كانوا معه، قال: قلت: حديثا حدثنيه الرجل قال: أما إنه لا يقول لك إلا حقا. (ق61أ) قال: فأخبرته , فقال: قد سمعت ذلك وأفضل منه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأثر عن ربه عز وجل: " حقت محبتي للذين يتحابون في، وحقت محبتي للذين يتباذلون في، وحقت محبتي للذين يتزاورون في "، قال: قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عبادة بن الصامت، قال: قلت: من الرجل؟ قال: معاذ بن جبل.
صفحة ٨