أنشدنا الحسن بن عبد الله بن سعيد اللغوي، أنشدنا أبو بكر الأنباري، ولم يذكر لنا قائلها، والناس ينسبونها إلى القاسم بن عبيد الله هذا وزير المكتفي بالله:
تزود من الدنيا فإنك لا تبقى ... وخذ صفوها مما صفت ودع الرنقا
ولا تأمنن الدهر إني أمنته ... فلم يبق لي حالا ولم يرع لي حقا
قتلت صناديد الرجال فلم أدع ... عدوا ولم أمهل على جاهها خلقا
وأفنيت دار الملك من كل نازل ... فشردتهم غربا وشردتهم شرقا
فلما بلغت النجم عزا ورفعة ... وصارت رقاب الخلق أجمع لي رقا
رماني الردى سهما فأخمد جمرتي ... فها أنا ذا في حفرتي عاجلا ملقى
وفرق عني ما جمعت فلم أجد ... لدى قابض الأرواح في قبضه رفقا
فأذهبت دنياي وديني سفاهة ... فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى.
صفحة ٣١