24

الفوائد والزهد والرقائق والمراثي

محقق

مجدي فتحي السيد

الناشر

دار الصحابة للتراث للنشر والتحقيق والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م

مكان النشر

طنطا - مصر

إِيَّاكَ وَالْبُخْلَ وَأَهْلَهُ
٣٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَيُّوبُ الْعَطَّارُ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُنَا إِذَا اشْتَرَوْا ثَوْبًا، أَرَوْهُ بِشْرًا، فَأَرَوْهُ يَوْمًا، فَقَالَ: «بِكُمِ اشْتَرَيْتُمُوهُ؟» قُلْنَا: بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا، فَقَالَ: «رَخِيصٌ مِمَّنِ اشْتَرَيْتُمُوهُ؟» قُلْنَا: مِنْ فُلَانٍ قَالَ: «كَمْ أَرْبَحْتُمُوهُ؟» قُلْنَا: دِرْهَمَيْنِ قَالَ: «رُدُّوهُ عَلَيْهِ» قُلْنَا: يَا أَبَا نَصْرٍ، أَلَسْتَ قُلْتَ هُوَ رَخِيصٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَلَكِنَّهُ قَدْ سُرَّ بِالرِّبْحِ، وَهُوَ بَخِيلٌ، فَلَا تَشْرُونَ بَخِيلًا»
٣٥ - حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابَلْتِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ نَهِيكٍ أَبُو خَلَّادٍ الزُّهْرِيُّ مَوْلَى آلِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، سَمِعْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَعَادَ أَبَا سَلَمَةَ، وَهُوَ وَجِعٌ، فَسَمِعَ قَوْلَ أُمِّ سَلَمَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ وَهِيَ تَبْكِي، فَنَكَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّخُولِ، حَتَّى سَمِعَهَا تَبْكِيهِ بِكِتَابِ اللَّهِ ﷿، تَقُولُ: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ [ق: ١٩] فَدَخَلَ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ «أُخْلِفَ عَلَيْكِ يَا أُمَّ سَلَمَةَ» فَلَمَّا خَرَجَ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ﵁ قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُكَ كَرِهْتَ الدُّخُولَ، لِأَنَّهُمْ يَنُوحُونَ؟ قَالَ: «لَسْتُ أَدْخَلُ دَارًا فِيهَا نَوْحٌ، وَلَا كَلْبٌ أَسْوَدُ»

1 / 37