فتاوى في التوحيد
الناشر
دار الوطن للنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هـ
تصانيف
حكم قول بذمتك
س٣٣: ما حكم قول بعض الناس: في ذمتك، أو بذمتي هل تخل بالعقيدة؟
الجواب: الذمة في اللغة هي العهد والميثاق، وقد أمر الله -تعالى- بالوفاء به إذا أضيف إلى الله -تعالى- كقوله: لك عهد الله وميثاقه، كما قال -تعالى-: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ﴾ (١)، وقال -تعالى-: ﴿وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا﴾ (٢)، وأمر بالوفاء به مطلقا في قوله -تعالى-: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ (٣)، وهذا يعم قوله: لك عهد الله، وقوله: لك عهدي وميثاقي وذمتي، فإن الأصل وجوب الوفاء به لعموم هذه الآية.
ولأن الغدر من صفات المنافقين، وهو نقض العهد وعدم الوفاء به، قال النبي ﷺ: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر ...» إلخ. وفي حديث آخر: «يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان»، لكن إعطاء عهد الله وذمة الله أشد وآكد من مطلق العهد والذمة، وقد ثبت في حديث بريدة عند مسلم قوله ﷺ:
_________
(١) سورة النحل، الآية: ٩١.
(٢) سورة الأنعام، الآية: ١٥٢.
(٣) سورة الإسراء، الآية: ٣٤.
1 / 59