توفي - رحمه الله تعالى - ليلة الثلاثاء أواخر صفر عام سبعة وتسعين ومائة وألف، والحمد لله رب العالمين.
٦٣ - [أبو بكر بن محمد بن أحمد الولاتي المحجوبي]
القاضي الطالب أبو بكر بن محمد بن الحاج أحمد بن أند عبد الله بن علي بن الشيخ الولاتي المحجوبي - رحمه الله تعالى -.
كان رحمه الله تعالى خيرا صينا ورعا تقيا نزيها متين الدين، قوي اليقين، له أذكار وأدعية في المساء والصباح، بيته بيت علم وصلاح ودين، تتمة أهل الفضل، وخاتمة قضاة العدل، ولي القضاء بعد امتناع، واستعفى ولم يجب وسار أحسن سيرة، وباشر القضاء بنزاهة وعفة، لا يستحيي من الناس في قول الحق، قرباء كانوا أو بعداء، ولا يخاف في الله لومة لائم. إشتد على أهل الشر وعدل في الحكم وزهد في النفع.
أحيى تزكية الشهود بعد أن ماتت. وكان معرضا عن الهدية لا يقبلها ولا يلتفت إليها ولو كانت ممن لا يريد منها إلا ثواب الآخرة. نشأ في عبادة الله تعالى، لم تكن له صبوة في صغره. أدرك العلم صغيرا، وفتح له في مدة قريبة بلا عناء. يدرس ويقضي ويطالع المدونة وغيرها، مع ما كان مشغولا به من ودائع الناس وبضائعهم، فلم يشغله ذلك عن مطالعة الكتب وتعليم العلم وفصل الخصومات. شرع في شرح علي مختصر خليل مقتصرا فيه على فتح نصه، وصل فيه إلى باب الحج. وشرح خمسة عشر فصلا من البيع من أول ينعقد البيع (من المدونة) (^١٥) وشروحها وشروح ابن الحاجب وشروح مختصر خليل، ومن ابن يونس وتبصرة ابن فرحون وغير ذلك، أكمل منه ثلاثة أجزاء، واخترمته المنية قبل تمامه، ولو تم لقرب الفقه تقريبا حسنا وله نوازل مجموعة.
ولد عشية يوم الاثنين لثلاث خلون من شوال عام خمسة وستين (^١٦)
_________
(^١٥) زيادة في ج.
(^١٦) في أوب بياض مكان ٦٥
1 / 81