ويدرس نظم القواعد وجمع الجوامع ولامية الزقاق كتدريس شيخه لها الطالب البشير بن الحاج الهادي الادليبي (^٦٨) وله شرح لطيف على لامية الزقاق، ويدرس عقيدة السنوسي أم البراهين، وإضاءة الدجنة، والجزائرية ودليل القائد وابن عاشر، والقرطبي. وله كرامات ظاهرة:
منهن أنه طبيب زمانه، وطبه معه بركة متفق على ظهورها، وكثير فيه إن أتاه العليل يخبره عن سبب مرضه ويجده كما قال. والمريض الذي لا يبرأ الغالب فيه لا يعالجه. ومنهن أنه محبوب في زمانه، ولم يجتمع أهل زمانه على حب غيره كحبهم له. ومنهن تسخير الخلق في حبه. ومن أدبه - رحمه الله تعالى - إن التقى مع أحد وتصافح معه لا يبتدئ بالمرور حتى يظهر له من مصافحه. وكان لا يتأنف عن مريض يعالجه ولو كان في أقبح ما يكون المريض فيه، ولو عبدا أو أمة. وكان حسن الخلق والخلق، وكان سريع الانقياد لمن ناداه.
توفي - رحمه الله تعالى - في خمسة وعشرين مضت من شهر الله تعالى جمادى الآخرة عام ثمانية بعد المائتين والألف، وعمره ثلاثة وستون سنة، أسكنه الله تعالى فسيح الجنة آمين.
_________
(^٦٨) في ج: الأديلبي.
1 / 72