421

فتح الرحمن في تفسير القرآن

محقق

نور الدين طالب

الناشر

دار النوادر إصدَارات وزَارة الأوقاف والشُؤُون الإِسلامِيّة

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

إدَارَةُ الشُؤُونِ الإِسلَامِيّةِ

تصانيف

﴿قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ بقضاء الله (١) وإرادتِهَ.
﴿وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ بالنصرِ والمعونة (٢).
﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٢٥٠)﴾
[٢٥٠] ﴿وَلَمَّا بَرَزُوا﴾ يعني: طالوتَ وجنودَه المؤمنين.
﴿لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ﴾ المشركين، ومعنى برزوا: أي: صاروا في بَرازٍ من الأرض، وهو الفضاء.
﴿قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ﴾ أنزلْ.
﴿عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا﴾ قلوبنا.
﴿وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ كانَ جالوتُ من جبابرةِ (٣) الكنعانيينَ من العماليقِ من ولدِ عمليقِ بنِ عادٍ، وكان ملكه (٤) بجهاتِ فلسطينَ، وكان من الشدةِ وطولِ القامةِ بمكانٍ عظيمٍ، فلما تصافُّوا، قال جالوتُ لطالوتَ: إما أن تبَرزَ إليَّ، أو تبُرِز إليَّ أحدًا، فإن قتلني، استحوذْتَ على ملكي، وإن قتلتُهُ، استحوذتُ على ملكِكَ، فخافه طالوتُ؛ لأنه كان يهزمُ الجيوش وحدَهُ، وكان في بيضَتِهِ ثلاثُ مئةِ رطلِ حديدٍ.

(١) في "ش": "بقضائه".
(٢) في "ن": "والعون".
(٣) في "ن": "جبارة".
(٤) في "ش": "ملكهم".

1 / 357